صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

كُلُو و لا الشعب السودانى !!.. 

68

رحيق السنابل

حسن وراق

كُلُو و لا الشعب السودانى !!..

@هنالك الكثير من الملاحظات السالبة التى ارتبطت بثورة الشباب رغم أنها أخرجت البلاد و العباد من ظلمات الانقاذ و ظلمها الى براحات من انوار الانعتاق الذى انتظرناه طويلا كى تنعم البلاد بحريات كاملة غير منقوصة و انتقال كامل للحكم المدنى بعد سنوات عجاف من حكم العسكر و شركائهم الاشرار الذين لا يظهرون و يتنفسون إلا فى ظل أوضاع ديكتاتورية بغيضة و اشد قسوة ، يتوارون خلف العسكر يزينون لهم الباطل و يقودونهم الى حتفهم ثم يلوذون منهم فرارا الى عسكر جدد . لعل من ابرز ما يؤخذ على ايام الحراك الثورى الذى نعيشه أنها افرزت بعض ما يذكرنا بأن النظام السابق ما يزال جاثم على صدورنا و كأن هدف الثورة فقط ، الاطاحة بالرئيس المخلوع . كل تلك السوالب و اخرى ما كان لنا أن نلحظها و نستشعرها لو لا تردد و لكلكة المجلس العسكرى الانقلابى الذى لم ينعتق من اسر النظام السابق لأنه متخلق من خلاياه الجزعية و قد جبلوا كجنود أن يتصرفوا و يتحركوا بتلقى التعليمات كما يقتضى نظامنا العسكرى (تنفيذ الأوامر و من ثم التفكير) و عندما أصبحوا مجلسا لم يتخلصوا من ربقة تلقى التعليمات و التوجيهات و لعل هذا ما يحسب على بطء ايقاع المجلس و انتظاره الذى يطول فى حسم او البت فى قضايا لا تحتاج لرفع الاجتماع و مواصلته بعد تلقى التعليمات التى فى هذا الوضع الثورى يصدرها الثوار فقط و ليس أى جهة غيرهم داخليا أو خارجيا .
@ بعض الملاحظات السالبة التى لازمت الثورة بعد الاطاحة بالرئيس المخلوع ، شعور المجلس العسكرى الانقلابى بأنهم (الكل فى الكل) و كأنهم من فجروا هذه الثورة أو كما يحسبونها مجرد انقلاب على المخلوع و مجلس الفريق ابنعوف . ظن المجلس أنه اصبح الحاكم المطلق الجديد الذى يجب أن تدين له كل الامور و ان يخضع له كل الشعب ساعدهم فى ذلك ، ظهور فلول النظام مرة أخرى بلا حياء و كأنهم من قاموا بالثورة و قدموا التضحيات و الشهداء و الجرحى ، ظنوا أن هذا الشعب (المعلم) ضعيف ، عفا عنهم و تجاوز و غفر لهم ما فعلوه من ظلم و فساد و موالاة لنظام دمر البلاد و قهر العباد . بعد أن اختفوا تماما من المسرح عقب الاطاحة بالمخلوع ، ظنوا أن هذا الشعب سوف يتسور منازلهم و يسحلهم كما كانوا يفعلون لأنهم حرفوا فهم هتاف الثورة (أى كوز ندوسوا دوس) و ترجموه حرفيا ، روجو أن هذا الشعب (المعلم) سوف يدوسهم دوسا بأرجله و ما دروا بأنهم و بظهورهم الآن يدوسون على انفسهم مرة أخرى دوسا تحت احذية الثوار الذين تركوهم لذمة التاريخ فى إنتظار دولة القانون التى تبت فى أمرهم و هذا هو (الدوس) المقصود الذى جاء فى هتافات الثوار و ليس الدوس بمعنى القتل و التشفى الذى مارسوه و ما يزال يعشعش فى عقولهم لأنهم يستحقون أفظع مما فعلوا و لكنهم أمام بعث جديد للامة السودانية بفضل هذه الثورة التى أقصوا منها أنفسهم بعدائهم لها و توهمهم الاقصاء و الانتقام الذى لا يتم إلا بالقانون و كان عليهم انتهاز الفرصة والاعتراف بالذنب و التوبة فى إنتظار الصفح إستباقا لتطبيق العدالة الانتقالية لطى صفحة 3 عقود لا يجب أن تكبل إنطلاقة البلاد .
@ الحقيقة الثابتة التى لا يختلف حولها إثنان أن هنالك ملاحظات سالبة مدمرة تتم بغباء شديد بعلم المجلس العسكرى الانقلابى و ربما بتشجيع منه و ذلك بما يقوم به الاعلام (المشلِّف) الذى (سواها ظاهرة) خاصة فى ما يطلق عيه بتلفزيون عيساوى الذى جاء فى ظروف تستحق أن تفتح ملفاته بعد ملاحظة قوى الثورة المضادة و فلول النظام و الدولة العميقة أنهم احسنوا التصرف بإبعادهم المدير السابق و اختيارهم عيساوى الذى تعوزه المهنية و قراءة الواقع مما يشكك فى كفاءته وقدراته و ضعف كاريزمة قيادة هذا الجهاز الحساس فى ظرف لا يحتمل الرمادية التى تجاوزها بسوداوية العداء للثورة حتى اصبح البث التلفزيونى نسخة بالكربون من بث التمكين الانقاذى الاول و هيمنة مجموعة ساحات الفداء المتخصصة فى بث السموم الاعلامية . انتصار الثورة فتح الابواب لكل من هبّ و دبّ اراد أن يلحق بموكب التغيير ، بركوب موجة العسكر بتكسير الثلج و التودد و تزين باطلهم عسى أن يلمعوا انفسهم بالإطلالة اليومية على القنوات التلفزيونية بذريعة أنهم خبراء استراتيجيين و كل ما لديهم فقط رتبة عسكرية معاشية يمكن الحصول عليها بدون مؤهل كما هو الآن ، تعوذهم الخبرة الاستراتيجية التى لا يمكن اكتسابها بالظهور فى أعلام هذه الايام ، المستمع اليهم لا يكاد ان يجد فرق فى ما يقولونه مع ما يقوله المخبرين و المراسلين الصحفيين ، يفتقدون للحياد و المعلومة و القدرة على التحليل و اللغة الرصينة التى تميز السودانيين سيما و أن من أعطى نفسه صفة الخبير الاستراتيجى من الرتب العليا فى الجيش لم تتفتق خبرته الاستراتيجية إلا بعد انتصار الثورة ، أين كانوا من قبل و لو كانوا خبراء حقيقة لما استغنت عنهم المؤسسة العسكرية و دوننا الخبراء الاستراتيجيون فى الجارة مصر ، علماء متخصصون و ليس جربندية ، موسوعى المعلومة و الفهم ، ليس مجرد اغبياء مقلدين يعجبهم الاسم فقط و تستهويهم الطلة البلهاء فى الشاشات .
@ الآن تنتصر ثورة الشباب مرة أخرى بما حققوه فى الثلاثين من يونيو، ذلكم الحدث الإستفتاء الذى عبرت عنه ملايين الشعب السودانى و هى تغمر الشوارع فى كل ارجاء البلاد فى سيول جارفة تلقائية غير محشودة و غير مدعومة و لا مكرية لم يسبق لها مثيل باعتراف اعداء الثورة و كتابهم خاصة من آل بيت المخلوع ، خؤولته و (توابعهم) من توهموا أنهم ورثة السودان و تسيدهم على الشعب البطل . مليونيات 30 يونيو حدث غَيَّر مسار ثورة الشباب لتثبت للعالم و للمجلس العسكرى الانقلابى أنها ثورة محروسة أرعبت كل من يحاول التفكير فى النيل منها و كما جاء فى صحيفة النيويورك تايمز الواسعة الانتشار عالميا لمصداقيتها و مهنيتها بأن، ما حدث فى الثلاثين من يونيو أذهل عسكر السودان و أعادهم للصواب و ان الشعب السودان يحتفظ بالكثير لحماية ثورته بعد 30 عاما ذاق فيها الامرين وذات الاستفتاء انعكس على حلف (سام) الذى تقوده السعودية و الامارات و مصر و قد بدأوا يعيدون حساباتهم و حسابات تحالفاتهم مع بعض مكونات المجلس العسكرى .. اخيرا إقتنع العرب و قالوها صراحة .. لا تجرح سودانيا فإنه يجوع دون كرامته و لا تدخل أنفك فى أمرهم ، فأمرهم شورى بينهم و لا تظلم سودانيا فهم قضاة العرب. فإن لم يقاضوك اليوم فبعد حين.. (كلو و لا الشعب السودانى) .

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد