صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

مابنقبل الدية !!

6

 

أطياف

صباح محمد الحسن
مابنقبل الدية !!

 

 

 

 

ويعيد المشهد نفسه من جديد ويضرب في آذان الذين استغشوا بثيابهم حتى ينأوا بأنفسهم عن سماع الحقيقة او مواجتها تلك الحقيقة التي ينساها (العسكر) ويحاولون مراراً للعمل على غياب شمسها من أفق المطالب التي تخيم عليهم غيومها يوماً بعد يوم فلا يجدون أنفسهم إلا في دائرة ضيقة لا مفر منها وضعتهم في جحيمها تلك (الفديوهات) التي خرجت للناس وفاجأتهم فجميعهم لو يعلمون ان تسجيلاً واحداً او فيديو سيخرج للناس رغم ( قطع الإنترنت) ماكان اقدموا على هذه الخطوة التي جعلت العار يلاحقهم أين ما حلو وما ارتحلو
وامس الأول حسب الجريدة الغراء تدافع آلاف الثوار من المدن الثلاث للعاصمة الخرطوم تلبيةً لدعوة أطلقتها منظمة أسر شهداء ثورة ديسمبر لتنظيم مليونية تطالب بالقصاص للشهداء، واحتشد الثوار أمام نفق السكة حديد قبالة جامعة الخرطوم، ونفذوا وقفة صامتة حداداً على أرواح الشهداء في ذات المكان الذي وقعت فيه مجزرة فض الاعتصام، وتسلق بعض الثوار إلى أعلى النفق، وتناثر الكثيرون حول محيط القيادة العامة للجيش من الجهة الشمالية، وردد الثوار هتافات داوية على شاكلة “كتلونا وين كتلونا هنا”، و”الدم قصاد الدم ما بنقبل الدية.
تنتابني الحيرة وأنا أتفرس ملامح من يجلسون القرفصاء على مقاعد السيادة الوثيرة والوزارة وهم يجهلون او يتجاهلون عمداً التاريخ السياسي والنضالي لهذا البلد الذي وسم تاريخ هذه القارة بإزميل من نور وحقيقة وهم لا يحركون ساكناً تجاه قضية تظل هي اللهيب والشرارة التي تشعل نهارات الخرطوم ولياليها وحتى أحلام صغارها ان المسؤوليات الجثام ومصائر الأمم ليست نزهة على ضفاف نهر الدانوب او تسلقاً على جبال الالب.
فرسالة واحدة مضمونها وفحواها ان ذاك الحراك الإيجابي يصب في اتجاه مياه الثورة المتحركة والمتلاطمة الامواج التي تؤكد انها يقظة متقدة لا تموت ليُسمعوا من في آذانهم وقر ومن غشيتهم سكرة النعاس والاسترخاء والنوم على وسادة يظنون انها ناعمة تمنحهم نوماً هادئاً لكنها ملتهبة تجلب لصحابها أحلاماً مزعجة فهؤلاء هم وقود الثورة الذي يحترق لتظل الشعارات حية تتنفس من تحت جسر المطالب فالشباب رسالتهم عمقها في انها تطالب بالقصاص لدم الشهداء ذلك المطلب الأول للثورة ولكن لها ابعاد ودلالات أكبر أولها هو التحذير للجنة التحقيق والنيابة العامة ان لا بديل للقصاص الا القصاص والمطالبة بإسراع الخطى في حسم ملف توجيه الاتهامات لمن تسببوا في فض الاعتصام بكل صدق وشفافية ودون مراعاة لأي طرف وهذا هو الخيار الوحيد أمام اللجنة حتى لا تسقط هي الأخرى في نظرهم وليعلم نبيل أديب انه ورغم تراكم خبراته فهو أمام اختبار تاريخي يرتبط ارتباطا كلياً بمصير شعب ووطن .
طيف أخير :
مصائر الشعوب لا تبنى إلا بعزائم الرجال

الجريدة

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد