صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ما وراء مسيرة عبدالحي يوسف (المليونية)!

11

القراية ام دق

محمد عبدالماجد يكتب

ما وراء مسيرة عبدالحي يوسف (المليونية)!

(1)

نتمنى أن تصل قوى الحرية والتغيير إلى اتفاق سريع مع المجلس العسكري ، لأن بقاء الحال على ما هو عليه الآن يمكن أن يورث الكثير من المخاطر ، التي يمكن أن يكون بينها (ثورة مضادة) كما جاء في تصريحات الإمام الصادق المهدي ويمكن أن يكون هناك (انقلاب عسكري) مستفيداً من تلك الأوضاع ومستعلياً عليها.
عدم الوصول إلى اتفاق سيؤدي بنا إلى مهالك لا أول لها ولا آخر أقلها يمكن اختطاف (الثورة) التي ما زالت في مرحلة الاحتفاء والاحتفال ، وهي لم تتجاوز بعد العتبة الأولى.
محاولة (تخوين) الجميع ، أمر قد يؤدي إلى الانفلات… كما أن تجريد (المجلس العسكري) من كل الفضائل والدور الذي لعبه في نجاح الثورة أمر قد يبدد (الثقة) بين الشعب والقوات المسلحة وهذا أمر يمكن أن يستفيد منه آخرون.
لعل أول المستفيدين من ذلك الوضع هو حزب (المؤتمر الوطني) الذي قامت الثورة بسبب فساده وقمعه.
علينا أن ننظر لنرى من هو المستفيد من هذا الوضع؟ – وتلك الحالة اللا اتفاقية .. سوف نجد أن المستفيد الأول من ذلك هو حزب المؤتمر الوطني.
لقد سقط علي الحاج في 11 أبريل …وعاد يوم 20 أبريل لكي يشارك في النظام الجديد.
ويمكن على هذا أن يعود حسن إسماعيل وروضة الحاج.
ويمكن أن يعود البشير نفسه.
(2)
كلما بعدت الشُقة بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير أو بين الشعب وقوات الشعب المسلحة كلما وجد المؤتمر الوطني موضع قدم لأن يتحرك وأن يعود من جديد.
على الأقل هذا الوضع يمنح المؤتمر الوطني الفرصة لترتيب أوراقه.
البلاد تعاني الآن من عدم الاستقرار وما زالت الثورة في بداية خطواتها وهذا ما قد يؤدي إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية بعد أن عاد الجنيه إلى الهبوط من جديد أمام الدولار ، أضف إلى ذلك عودة (الصفوف) أمام طلمبات الوقود والصرافات الآلية وقد تعود الصفوف حتى أمام المخابز ، مما يجعل (الثورة) في صدام جديد مع الأوضاع الاقتصادية التى يمكن أن تفقدها ذلك السند الشعبي الكبير الذي تحظى به ، ويمكن كذلك أن يعطي ذلك الضوء الأخضر للقوات المسلحة للتدخل من جديد ، وعندها لن نسلم من (الحركة الإسلامية) لتعود مرة أخرى وترفع شعارات الإسلام التي لا تعمل بها.
هناك توقف في كثير من جوانب الحياة ومناحيها وعدم الوصول إلى اتفاق بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري سوف يضاعف من المخاطر والمهالك.
(3)
يلحظ الآن تحركات كثيرة وخلايا نائمة ومتحركة تعمل بجد لتشويه الثورة ، وما الحديث عن ما يحدث داخل ميادين الاعتصام إلا للنيل من الثورة ومن شبابها الذي وجدنا منه كل القيم السودانية السمحة التي غابت عنّا في السنوات الماضية وفقدنا أثرها وآثارها طوال 30 سنة كان يحكم فيها المؤتمر الوطني السودان باسم الإسلام دون أن يكون له نصيب من تعاليم الإسلام السمحة ومن قيمه النبيلة التي يرفع شعاراتها.
المحاولات المستمرة لهدم الثقة بين الشعب والجيش والتحركات الدائمة لإظهار النظام الجديد أو تجمع المهنيين بدون (دين) ، أمر أرادوا به كسب الوجدان السوداني الذي ضحكوا عليه باسم الدين لمدة (30) عاماً شهدنا فيها أخطر أنواع الفساد وأكثرها ظلماً وسوءاً وقمعاً.
الدعوات التي أصبح يتم الجهر بها والتحركات التي أصبحت تتم في وضح النهار قصد بها (أبلسة) الثورة الجديدة ، خاصة بعد دخول رجال الدين أمثال عبدالحي يوسف للتحدث عن الشريعة والدين الذي لم يكن له وجود في العهد البائد إلا في الشعارات المرفوعة التي لم يكن يعمل بها النظام ولا رجاله إلا أمام مداخل الجسور وفي صالات المغادرة والوصول.
لهذا نحذر من سرقة الثورة أو إضاعتها من خلال تعظيم وتجسير المسافة بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري.
لا بد من اتفاق عاجل ، يحفظ الثورة ويجنب البلاد المخاطر والمهالك التي يمكن أن تقع فيها.
كذلك لا بد أن يحفظ للمجلس العسكري دوره في الثورة وعلينا أن نشكره على ذلك – أي حديث غير ذلك هو سرقة أخرى للثورة – رضي من رضي .. وغضب من غضب.
(4)
إذا حدث تراجع اقتصادي وارتفعت الأسعار فوق ارتفاعاتها تلك وكان هناك عدم استقرار وأمن في البلاد سيحسب ذلك على الثورة، وإذا لم يكن هناك حكم وسلطة قادرة على بسط الأمان والطمأنينة بين الناس فإن عودة (المؤتمر الوطني) سوف تكون وشيكة.
في مصر وبعد ثورة 25 يناير وفي فترة محمد مرسي ازدادت الأوضاع تعقيداً وفُقد الأمن والأمان فعاد محمد حسني مبارك ونظامه من جديد للسلطة من خلال عبدالفتاح السيسي ورجاله.
لذلك لا تتسببوا في إعادة النظام السابق بوجوه جديدة، تعيد علينا ما كان يحدث في فترة البشير بشكل أسوأ.
اتفقوا يرحمكم الله – لأن الأوضاع لم تعد تحتمل أكثر من ذلك.
فشل الثورة … هو نجاح للمؤتمر الوطني … وإخفاق المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير وعدم اتفاقهما هو الضامن الأول لعودة المؤتمر الوطني من جديد.
لولا صحوة القوات المسلحة وقوات الدعم السريع ، لعاد النظام الذي سقط ليتحدث رأسه من جديد عن المشروع الحضاري (وأنا حصل يا جماعة في يوم كضبت عليكم)!!.
(5)
عبدالحي يوسف يدعو إلى مسيرة مليونية أمام حدائق الشهداء يوم الإثنين.
ومجموعة من ضباط الشرطة برتبة النقيب شرطة فما دون، تعلن عن إضراب عام يوم غد الأحد، وتهدد باللجوء للتصعيد في حال التعرض لأي فرد من أفرادها.
هذه مخاطر – قد تؤدي إلى الفوضى وعودة المؤتمر الوطني.
(6)
شيخ عبدالحي يوسف /
لو كنت تناصح أو تكافح النظام السابق بمثل ما تفعل الآن لما كان (الفساد) في النظام البائد بكل ذلك الحجم – وما حكم النظام لأكثر من (5) أيام.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد