صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

محطة (قنِّب) !

7

للعطر افتضاح

د. مزمل ابو القاسم
محطة (قنِّب) !

* أتفق مع الزميل الصديق عثمان ميرغني في ما كتبه عن بطء دورة التغيير، وعن الإصرار على إهدار زمن البلاد والعباد في انتظار مُمل، ومعارك انصرافية، وجدل فارغ حول قضايا لا تهم المواطن بشيء، ولا تعود على البلد بأي نفع.
* أتابع الأخبار التي تأتينا من إعلام مجلس السيادة، وأرى أنها لم تختلف بتاتاً عن أخبار العلاقات العامة التي كانت تأتينا من إعلام رئاسة الجمهورية حول نشاط نواب الرئيس المخلوع ومساعديه في العهد البائد.
* أخبار أقل ما توصف بالهامشية، وأنشطة تتصل بالعلاقات العامة أكثر مما تخدم الدولة.
* أخبار على شاكلة: عضوتا مجلس السيادة عاشة موسى ورجاء نيكولا تطمئنان على أوضاع المسنين والأطفال فاقدي السند، وتتسلمان مذكرة من لجنة الاتحاد النسائي السوداني.
* الفريق أول حميدتي يستقبل وفد اتحاد المهن الموسيقية.
* عضو مجلس السيادة عائشة موسى تقابل رئيس اللجنة التمهيدية لتجمع البيئيين.
* عضو مجلس السيادة اللواء ركن إبراهيم جابر يلتقي رئيس لجنة السياحة العلاجية.
* عضو مجلس السيادة عائشة موسى تطلع على قضايا الجالية السودانية في المملكة العربية السعودية.
* عضو مجلس السيادة رجاء نيكولا تخاطب ليلة كنداكات وميارم بلادي.
* عضو مجلس السيادة محمد الفكي يتعهد بدعم تعليم المكفوفين.
* عضو مجلس السيادة عائشة موسى تستقبل وفد العاملين بالهيئة الذرية السودانية.
* مهام يمكن أن تسند لموظفي الرئاسة، في إدارة بالمراسم، يملأ بها أعضاء مجلس السيادة فائض وقتهم، ولو خصصوه لإنجاز ملف السلام لكان أفضل لهم ولبلادنا.
* هل ثار شبابنا على عهد الظلم والطغيان، وقدموا دماءهم وأرواحهم فداءً للتغيير، كي يستبدلوا ابن عوف بحميدتي، والحسن الميرغني برجاء نيكولا، وعبد الرحمن الصادق بإبراهيم جابر، والسنوسي بصديق تاور؟
* حتى إيقاع مجلس الوزراء ينافس السلحفاة في البطء والعجز عن مواكبة إيقاع الثورة.
* نعلم أن العهد البائد حرص على تجميع كل الصلاحيات في يد الرئيس المخلوع، وأن القوانين السارية تبطئ بعوارها وسوء محتواها دورة العمل في دواوين الدولة، وتغل أيادي الوزراء عن إنجاز مهامهم بالسرعة المطلوبة، لكن الصحيح أن يبادر الوزراء أنفسهم برفع توصيات لرئيس الوزراء يسهلون بها عليه تسريع دورة التغيير، أو يحصلون بموجبها على تفويض منه لإدارة وزاراتهم، وتفكيك دولة التمكين بما يكفل تحقيق أهداف الثورة، الرامية إلى القضاء على التشوهات التي أصابت جسد الدولة بما يشبه الشلل الرعاش، وجعلتها مهتزة الأداء، بطيئة الحركة، مغلولة اليد عن الإنجاز.
* في عهد الثورة تم تعطيل إشهار الوثيقة الدستورية التي تحكم الدولة أكثر من شهر، لتظل طي الكتمان، برغم أنها سرت فعلياً، وتم تكوين مجلسي السيادة والوزراء بموجبها.
* في عهد الثورة استغرقت )معركة( إعفاء مدير التلفزيون أكثر من شهر.
* لا يوجد أي مبرر لتعطيل تكوين المجلس التشريعي ثلاثة أشهر، لأن بلادنا لا تمتلك وقتاً فائضاً تهدره في الانتظار، علماً أن تعديل القوانين المعيبة، وإصدار التشريعات الجديدة التي تضمن تنفيذ أهداف الثورة لن يتم إلا داخل المجلس المذكور.
* بلادنا تعاني واقعاً اقتصادياً مأساوياً، ومواطنوها يرزحون تحت وطأة أزمات متلاحقة، بصفوف متطاولة للوقود، وشُح شديد في الخبز، وغلاء طاحن، وفوضى عارمة في الأسواق، والسلطة الجديدة تعمل بنفس إيقاع العهد البائد، ومن يتربعون على قمة هرمها يزجون أوقاتهم في أنشطة علاقات عامة، لا تعود على البلاد بأي نفع، والوزراء مغلولو الأيدي، لا يستطيعون إعفاء أصغر موظف أقعده أداؤه، وسارع به انتماؤه.
* ما نشهده من حولنا لا ينبئ إطلاقاً بأننا عشنا ثورة عظيمة، استهدفت تغيير الواقع الكئيب الذي عانته دولة حباها المولى عز وجل بقدرات دول عظمى، فمتى يتغير هذا الإيقاع الممل؟
* ومتى نتحرك ببلادنا من محطة )قنِّب( إلى آفاق العمل والإنجاز؟

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد