صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

مصيبة اسمها (النمبر بوك) !

8

خلف الاسوار

سهير عبد الرحيم

مصيبة اسمها (النمبر بوك) !

يجتهد الكثيرون للبحث عن أرقام بعض الشخصيات ويسعون في طلبها، بل من الممكن أن يحفظوها عن ظهر قلب أكثر من حفظهم لأرقام المطافئ والإسعاف المركزي.

عادة ذميمة بكل المقاييس تلك التي تجعلنا ننغمس في تفاصيل الآخرين ونخترق خصوصيتهم ونطل على حياتهم من غير استئذان.
استخدامنا الخاطئ للسوشيال ميديا جعلنا مثل الأراجوزات في العالم الافتراضي نتقن التطفل على خصوصيات الآخرين وننجح في تقديم أنفسنا بأسوأ طريقة.

معرفتنا لأحدهم أو الإعجاب به ليست سبباً كافياً لإغراق ذواكر هاتفه بكل الورود والأزهار الطبيعية والصناعية، وليست مبرراً أيضاً لجمع كل القلوب الحمراء في العالم والتي أصابها سهم أو قوس فتقطرت دماؤها وصارت شهيدة للحب والعشق.

هناك قاعدة أزلية، بل هناك نص قرآني وسلوك نبوي نادى به رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه اسمه الاستئذان. ولكننا ومع الأسف لا نتقنه.

نقتحم بيوت الآخرين دون استئذان، نطرق الباب مرة وثانية وثالثة، وحين لا يفتح لنا لا نمضي إلى حال سبيلنا؛ بل ننظر عبر ثقب الباب أو( نتاوق من فوق الحائط ) ..هذا طبعاً إذا لم (نجر السلك) وننزِّل (الترابيس) وندخل.

زيارات لا تعرف مواعيد القيلولة ولا تفقه أن هناك اختراعاً اسمه تلفون .. كل ما يهم أن تتم مداهمتك واختراق تفاصيل يومك وفرض برنامج لا يناسبك .. وتشكيل نهارك ومساءك كيفما اتفق.

أحدهم يقدم لك طلب صداقة وحين لا ترغب في تلك الصداقة لا ينصرف إلى حال سبيله ، بل يعود إليك عبر حساب جديد أو رقم مختلف.
إن الانفتاح الذي يشهده العالم والتطور غير المسبوق في أنظمة الاتصالات ومواقع التواصل الاجتماعي مع (حشرية) البعض من السودانيين جعلتنا جميعاً أضحوكة لأمزجة حمى التواصل.

يرحمكم الله أرحموا الـ (نمبر بوك) فلو كان يستطيع الشكوى لأتلف قاعدة بياناته ولحزم حقائبه وغادر السودان حتى ولو كان إلى مثلث برمودا على الأقل هناك لن يجد من (يشعتف روحه) للعثور على رقم فلان أوعلان.

خارج السور
إن الذي يمنح أرقام الآخرين للبعض دون استئذانهم ليس بأقل سوءاً من أصدقاء (النمب)!..

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد