صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

مع الفريق أول البرهان

11

حديث المدينة

عثمان ميرغني

مع الفريق أول البرهان

عندما أبلِغْت بدعوة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس المجلس العسكري الانتقالي للقاء بمكتبه، قلت لمن اتصل بي:”إذا كان مؤتمرا صحفيا فلن أحضره”، وفعلا حتى لحظة دخولي إلى مبنى وزارة الدفاع نهار أمس الجمعة كنت أخشى أن نجد أنفسنا في قاعة تزدحم بكاميرات الفضائيات ونصبح جزءًا من (ديكور) صحفي لتجميل الشاشة لا أكثر.. عندما يقول المتحدث كل ما يريد ثم يفتح كوة صغيرة لأسئلة محدودة.. تماما مثل مؤتمرات الفريق الكباشي التي يتحدث فيها ثلاث ساعات ثم يقول للصحفيين لديكم فرصة خمسة أسئلة.. مثل هذا لا يجب أن يُطلَق عليه مصطلح (مؤتمر صحفي)..
أسلوب المؤتمرات الصحفية عندنا لا علاقة له بالطريقة المهنية المتعارف عليها، فالمؤتمر الصحفي من الأساس لتلقِّي أسئلة الصحفيين ويجب أن لا يستغرق خطاب المتحدث الرئيسي أكثر من ربع ساعة ليُفسِح المجال للأسئلة التي يجب أن تكون بنظام سؤال ثم إجابة وليس تجميع الأسئلة ثم تخيُّرِ بعضِها.
على كل حال، الوضع كان مثاليا أمس، الفريق أول البرهان كان راغبا في (الحوار) مع قادة الصحافة السودانية، في البداية طلب أن يكون كل اللقاء للعلم فقط لا للنشر، وهو أسلوب متعارف عليه ومقبول في عالم الصحافة أن تكشف السلطات معلومات وتطلب عدم نشرها ليستفيد منها الصحفيون في التحليل ومعرفة كواليس ما يجري.
لكن البرهان عاد في نهاية اللقاء وسمح بالنشر ما عدا بندين اثنين: الأول الحديث والنقاش الذي دار حول مجزرة القيادة وفض الاعتصام.. وطبعا كلمة (مجزرة) من عندي؛ هو كان يستخدم عبارة (أحداث الثالث من يونيو) وحجته أن الأمر الآن بين يدي التحقيق لدى النائب العام ويجب انتظار ما يخرج به.. والبند الآخر ما يتعلق بالعلاقات الخارجية والتي كشف فيها بعض المعلومات المهمة ولكن لحساسية الدول التي تحدَّث عنها طلب حجب النشر.
البرهان تحدَّث طويلا لكنه سمح بالمقاطعة والأسئلة أثناء حديثه وكان يرد على كل سؤال ويحاور ويناقش ويجادل بلا ضجر.
سألته، “هل سيتحول المجلس العسكري إلى لاعب سياسي، بعد أن رأينا وفود العمد والمشايخ والنظار تتقاطر إلى الخرطوم واللقاءات والحشود الجماهيرية (المجلوبة)؟، أجابني بأن هناك اتفاقا على منع أي شخصٍ تولى منصبا خلال الفترة الانتقالية من المشاركة في الانتخابات القادمة، قلت له هل يشمل هذا القرار المجلس العسكري، فأجاب بالإيجاب.
لا أريد أن استبق قرار المجلس بشأن مقترحات الوساطة الأفريقية لكن يبدو أن للمجلس العسكري تحفُّظات أو ملاحظات قد تنسفها تماما.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد