صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

من الراشي يا وجدي..؟

7

.

—————

بلا أقنعة – زاهر بخيت الفكي

من الراشي يا وجدي..؟

سعدنا حقاً في الشهورِ الأولى بجُهود لجنة تفكيك النظام السابق وعُدنا نتحلّق من جديد حول التلفاز للمُشاهدة والاستمتاع بقرارات اللجنة والفرح بعودة المنهوب منّا من أموالٍ وعقارات وغيرها ، وظنّنا في بادئ الأمر بأنّ مُشكلتنا الاقتصادية في طريقها إلى الحل في ظرف شهور (إن) استمرت هذه اللجنة بهذا الحماس مدعومة بالثورية ومحفوفة بفرح الناس بثورتهم ومسنودة بمقتهم الشديد للإنقاذ وأهلها ، ظللنا ننتظر بلهفة طلة المحامي وجدي ورفاقه ومفاجأتهم لنا بما حصلوا عليه من مُستنداتِ إدانة ستعود حصيلتها بالخير على خزينةٍ اتخذت منها العنكبوت بيتاً آمناً تتناسل فيه بلا ضوضاء.

لمَ لا نفرح وقد حدثونا عن عُملاتٍ حصلوا عليها في حسابات القوم (القصية) في الطريق إلينا ستمتلئ بها خزائن الدولة وتدور بها عجلة الانتاج وما تبقى منها يكفي لاغراق الصرافات الكئيبة هي الأخرى لمن يُريد وبلا ضوابط ، حدثونا عن أراضٍ سكنية اغتصبها القوم في أرقى وأغلى الأحياء عادت لنا وأخرى زراعية في مواقع مُميزة تكفي (إن) فلحناها السودان وجيرانه من الغذاء والكساء ، وغيرها من السيارات الفاخرة جداً التي اشتراها النظام لأفراده من الخزينة وعادت ملكيتها لنا بفضل جهودهم ، واخبرونا عن تلك الطائرة أيضاً التي تخُص المؤتمر الوطني لو تذكرونها وقد اصابتنا الدهشة (وقتها) كيف لحزب في بلدٍ تقتل الفاقة أهله أن يمتلك طائرة.

ما أسهل النضم في المنابر أمام كاميرات التلفزة وما أصعب الفعل في الواقع.

تبدّد الفرح بعد أن طال انتظارنا للنتائج الحقيقية المُفرِحة لتلك القرارات وعاد اليأس يُهيمن على مواطنٍ مُبتلى بمن قلّ فعلهم وكثُر قولهم وبمن يفترضون فيه السذاجة وقلة الوعي في التمييز بين المُمكن المُتاح واللا مُمكن ، نقلنا لهم ما يدور في الشارع وحذّرناهم من الافراط في الأمل وعدم إدخال المواطن في مربعات الوهم ، واقتياده بصدق إلى الحقيقة المُجردة ، ومن لم يصل به الصدق مهما طال الطريق فلن يصل به الوهم إلى فرحٍ حقيقي يخرُج به من هذه الكآبة .

هل أشبعت بالله عليكم التصريحات (الساي) لنا جائعاً أو أغاثت لنا ملهوفا ..؟

ظهور الأستاذ وجدي الأخير في منصةِ ما لا يُمكن أن نُسميه بالمؤتمر الصحفي أثبت لنا فيها صحة جُملة من المخاوف والشائعات التي تتحدث عن عبثية هذه اللجنة وعن العشوائية التي تُدار بها ، واعترافه بالأخطاء التي صاحبت العمل رسالة مُبطنة للجميع بأنّ بعض تروس اللجنة لا تدور بالطريقة التي يُريدها الشعب السوداني وينتظر نتائجها ، واعترافه بأنّ مصادرهم أدخلتهم في أخطاء (قاتلة) خرج بها من الوظيفة من لا يجب أن يخرجوا دليل آخر على أنّ اللجنة قد تعثّرت خطواتها ونخشى عليها من أن تضل طريقها إلى من تمكّنوا وتفرعنوا.

قبل الخروج..

حدثتنا عن رشاوى عُرِضت عليكم من الذي قدمها لكم يا وجدي ولماذا لم تُفصحوا لنا عن إسمه .؟

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد