صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

مهاتير أسمر..

7

 

ملاذات آمنه

ابشر الماحى

مهاتير أسمر..


احتفلت الأسافير السودانية منذ نحو فترة بمقال رئيس وزراء ماليزيا الجديد القديم، السيد مهاتير محمد، المقال الذي جاء تحت عنوان )المعركة الأخيرة(…
على أن معركة الأسطورة مهاتير محمد الأولى، كانت لصالح النهضة الاقتصادية الماليزية، تلك النهضة التي ظلت تؤرخ بظهور هذا الرجل المفكر الإصلاحي على المسرح السياسي الماليزي. .
على أن الثورات والنهضات هي الأخرى تعتريها حالات الفتور والترهل والاستغلال، كما العبارة الباهرة الملهمة للزعيم الآسيوي الآخر ماو، التي أطلقها في أربعينات القرن الماضي، )الثورات العظيمة يخطط لها الأذكياء وينفذها الأبطال ويستغلها الجبناء(… .
لهذا وذاك، اضطر رجل ماليزيا الملهم السيد مهاتير محمد، إلى النزول مرة أخرى إلى مسرح الأحداث لمحاربة الاستغلاليين واسترداد ثورة الإصلاح وتصويب المسيرة، ومن ثم ليكتب ملحمته الأخيرة، ولم يمنعه من القيام بهذا الواجب المقدس أنه يتوكأ على التسعين، وقد نجح في استعادة الثورة واسترداد عشرات المليارات الدولارية للأمة الماليزية … و… و….
على أن سر احتفال السودانيين بالأسطورة الماليزية، يكمن في أننا )أمة تتطلع إلى استلهام تجربة مهاتير(، أمة تمني نفسها بمهاتير سوداني ليملأ الأرض وعداً وأملاً وخضرة في وثبته الأولى، ومن ثم ليضرب بيد من حديد في معركته الثانية والأخيرة أوكار )القطط السمان( ويسترد هيبة دولتنا وثوراتنا…
بحيث لم تنقصنا في )بلاد النيل والشمس والصحراء(، صناعة الثورات، فلليسار أكثر من ثورة انتهت إلى برجوازية قاحلة، ولليمين ثورة الآن في عروضها المرهقة، وللوسط جولات انتهت هي الأخرى إلى فوضويات…
حكايات تعيدنا لهتاف صديقنا الكتيابي.. مكاء صلاة اليمين عليك.. وحج اليسار إليك نفاق.. واقطع حد ذراعي رهانا.. ستصبح ثم تراهم سمانا.. ثم يشد عليك الوثاق….
وأكرر زعمي هنا بأن نهضتنا بحاجة إلى استلهام رؤى )مهاتير(، بحاجة إلى مهاتير سوداني أسمر اللون، عيناه عسلية، يعرف تماماً تضاريس نا السياسية الوعرة، وأمزجتنا الجانحة، ومعارك طواحيننا الفكرية الفارغة الجامحة ..
وقديما قال أهلنا )ما حكّ جلدك مثل ظفرك(!!
صحيح أن الثورات النهضوية حول العالم، ارتبطت دائماً بقائد ملهم، يذكر ماو عنواناً للثورة الصينية الخضراء، ويذكر مهاتير مفتاحاً للنهضة الماليزية، وغيرها من النبضات العالمية … فنحن في المقابل بتنا أكثر حاجة إلى فكرة ملهمة تنتج صدمات أخلاقية باهظة تكون جديرة باسترداد الثقة والإرادة والعافية الوطنية..
فعلى الأقل لحظة كتابة هذا الموضوع، تعرض الشاشة التلفزيونية أمامي منظراً ملهماً من قائد غير مسلم، هو رئيس الوزراء الإيطالي الجديد وهو يستغل سيارة أجرة لمقابلة رئيس الدولة وتسليم أوراق اعتماده للمرة الأولى.. فما أحوجنا نحن المسلمون إلى مثل هذه الصدما ت القيمية الأخلاقية..
وليس هذا كل ما هناك ….
مخرج … هل يكون ذلك الرجل الأسمر هو الدكتور أيلا رئيس مجلس الوزراء القادم من معاقل الإنتاج والأفكار، فحتى الآن هنالك ملامح ثورة وملاحم إرادة في منهج معالي الوزير أيلا..
وليس هذا كل ما هناك.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد