صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

نحنا أخوات..بالغت يا أبو الجوخ

13

بشفافية

حيدر المكاشفي
نحنا أخوات..بالغت يا أبو الجوخ

طالعت باندهاش (بوست) بعنوان يقرأ (منع استخدام كلمتي “اخ” و “اخت” في المعاملات الرسمية في التلفزيون القومي)، ولولا أنني أعرف أن كاتب هذا البوست من المنحازين للثورة من خلال كتاباته على الأسافير، لظننته من فبركات (الجداد)، ومما زاد من موثوقيتي فى البوست أن صاحبه عمر التاج لم يكتف بالعنوان وانما أورد بالكامل الخطاب الذي تقرر فيه هذا المنع الغريب، وجاء في الخطاب المذكور ما يلي (بضبانته)..
بسم الله الرحمن الرحيم
الهيئة العامة للأخبار والبرامج السياسية
التاريخ 3\12/2019
قرار داخلي رقم (2) لسنة 2019
تلاحظ في المكاتبات الرسمية الداخلية استخدام عبارة (اخ) و(اخت) وهي مسميات غير لائقة اداريا ومهنيا، بجانب دلالاتها الايدولوجية المرتبطة بفكر النظام البائد.وعليه اعتبارا من تاريخه يتم ايقاف استخدام عبارتي (اخ) و(اخت) أو صيغتهما المعرفة (الاخ) و(الاخت) في كل المكاتبات الرسمية والداخلية في الادارة العامة للأخبار والبرامج السياسية بالهيئة القومية للاذاعة والتلفزيون أو بأي من الاقسام أو الوحدات التابعة لها اعتبارا من تاريخه، ويتم الاستعاضة عنها بأي من عبارات (استاذ) (استاذة)، أو الاستاذ والاستاذة، أو سيد وسيدة أو السيد والسيدة حسبما يقتضي السياق.ويسري القرار اعتبارا من تاريخه..
امضاء
ماهر أبو الجوخ
مدير الادارة العامة للأخبار والبرامج السياسية..
صحيح أن بعض الأحزاب والتنظيمات السياسية اختصت منسوبيها بمصطلحات معينة، منها الحبيب والحبيبة التي يطلقها حزب الأمة على المنتسبين والمنتسبات والمريدين والمريدات، ومنها اخوكم و اختكم في الله عند جماعة الاسلام السياسي كما أشار أبو الجوخ، والزملاء والزميلات في ادبيات الشيوعيين، والشقيق والشقيقة عند الاتحاديين وهلمجرا من ألقاب حزبية وتنظيمية عند آخرين، وصحيح أيضا أن الزميل أبو الجوخ يعد واحدا من أكفأ الصحافيين المحترفين، ولكن ليس صحيح اطلاقا ما ذهب اليه في قراره العجيب والمعيب بكل المقاييس، ولا أحتاج من فرط مغالاة القرار وعدم موضوعيته للتعليق عليه بغير حكاية حظر جماعة الإخوان المسلمين المصريين.
يقال إنه في العهود المصرية التي شهدت تنكيلاً فظيعاً بهذه الجماعة الشقيَّة التي لم تخرج من شقاء إلا لتقع في الآخر، أدخلت مشاهد التنكيل ومظاهر العسف والمطاردة والحبس التي حاقت بالجماعة رعباً كبيراً في إخواننا المصريين جعلهم يتحاشون كل ما له صلة بالإخوان، لدرجة أنهم شطبوا كلمة إخوان من قاموس لغتهم اليومية، واستعاضوا عنها بكلمة (أخوات) التي مازالت سارية حتى أثناء سنة حكمهم، وحتى اليوم إذا خاطبك أخوك المصري يخطب ودك فإنه يقول لك (نحنا أخوات)، وهذه مردها إلى الإخوانو فوبيا التي مازالت تلازمهم ولم يستطيعوا الفكاك منها، والحق أقول إنني لست على يقين وثوقي بمدى صحة هذه الرواية الشائعة عن سبب استبدال إخواننا في شمال الوادي، نون الإخوان بتاء التأنيث، ولكني بالمقابل أعرف روايات حقيقية جرت فصولها في جنوب الوادي تكاد تطابق وقع الحافر على الحافر ما جرى في شماله، ليس بينها اختلاف سوى وضع ومركز الإخوان هنا وهناك، والمُنَكل بهم هنا وهناك، وفي ذلك عبرة لمن يعتبر من الاثنين معاً وثالثهما (أخونا) أبو الجوخ..

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد