صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

نصحت لكم !!.. 

8

بالمنطق

صلاح الدين عووضة

نصحت لكم !!..

*تماماً كما نصحنا البشير من قبلكم..
*وتشهد على ذلك كتاباتنا – وغيرنا – طوال عهده، سيما في أيام حكمه الأخيرة..
*وآخر نصائحنا له ألا يتمادى في الانفصام عن الواقع..
*وذلك حين كان منغمساً – إلى صلعته – في أمور هي من آخر اهتمامات الناس..
*أمور (2020)… ومهرجانات الرقص… وتدوير الوزراء..
*فقد كان يبدو متبلد الحس… والذهن… والإنسانية، إلى حد يثير الغيظ والحنق..
*وما كان يستمع إلا إلى أصوات (سير… سير… يا البشير)..
*أو ما شاكلها من تعبيرات تأييد أعمى… تنفخ في أشرعة ذاتيته الفرعونية المتضخمة..
*فكان أن أوردته هذه الأصوات المضللة موارد التهلكة..
*والآن من أعضاء العسكري الانتقالي من (يسير… ويسير… في درب البشير)..
*ثم لا ينتبه إلا أن داعميه اليوم هم داعمو المخلوع بالأمس..
*هم أنفسهم، بأقلامهم… وحناجرهم… وحشودهم… وهتافاتهم… وتضليلهم… وضلالاتهم..
*لا تهمهم حرية… ولا ديمقراطية… ولا حقوق إنسان..
*ولا يهمهم تداول سلمي للسلطة، فليبق (معبودهم) إلى ما شاءت له شهوته السلطوية..
*وهي شهوة لا تشبع أبداً… وإن صار صاحبها مثل بوتفليقة..
*وننتقل إلى نصح عسكر الانتقالي الآن، ولكنهم يفضلون نصائح هؤلاء ذاتها..
*فقد التفوا حولهم كالتفافهم حول البشير..
*ولم تتغير أساليب نصحهم، فلم يتغير – بالتالي – أسلوب العسكري عن سلفه..
*فلا فرق بين الانتقالي ونظام البشير إلا في الأسماء..
*أسماء كابينة القيادة العليا، أما ما دونها – من مستويات – فهي الأسماء ذاتها..
*النقابات ذاتها… والوجوه ذاتها… والأقلام ذاتها..
*وهي المستويات التي أوعزت للعسكري بأن قوى التغيير لا تمثل كل الشعب..
*فهناك إدارات الأهلية… ولجان الشعبية… وشخصيات هلامية..
*وطفق العسكري يردد مضامين نصحهم هذه… ويتنكر لاتفاقياته مع قوى التغيير..
*ثم يدفع لـ(البقية) هذه – من الشعب -كي تحتشد له..
*وما درى أنها بقية لا تُذكر – ولا قيمة سياسية لها – مقارنة بالأغلبية الثائرة..
*ولم يستفق من (وهمه) هذا إلا البارحة، يوم الثلاثين من يونيو..
*يوم خروج الملايين بالداخل… والآلاف بالخارج، في ظاهرة تُعد (كونية)..
*أو لعله – بعد فواقه هذا – سيظل يعاند… ويكابر… ويغالط..
*تماماً كما كان يفعل سلفه البشير، فهو يشبهه في كل شيء… في كل شيء..
*فقد كان رأسه (زلطة)… ويكاد ينكر الشمس في كبد السماء..
*والآن إن أنكرتم الغلبة الشعبية لمعارضي سياساتكم فارتقبوا… وأنا معكم رقيب..
*فلقد نصحت لكم، قبل فوات ما (بقي) من الأوان..
*وقبل أن توصلكم نصائح (ناصحي) البشير – من قبلكم – إلى المصير ذاته..
*ولكن لا تحبون الناصحين !!.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد