صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

نمرٌ من ورق!!

14

خلف الأسوار _ سهير عبد الرحيم 

نمرٌ من ورق!!

والي الخرطوم الأستاذ أيمن خالد نمر، تلفّت يمنةً، وتلفّت يسرى فلم يجد ما يظهر به قوته المفقودة ويبرز به عضلاته الضعيفة، إلا بالاستقواء على صالات الأفراح (الحيطة القصيرة لمحاربة كورونا).

والي الخرطوم الذي يدبج يومياً شهادات فشله الواحدة تلو الأخرى في إدارة شؤون الولاية ومجابهة الأزمات، لم يجد ما يضيفه الى فشله ذلك إلا بإغلاق صالات الأفراح.

الوالي لا يستحي أن يترأس قوة لمُداهمة الصالات وقتل الأفراح، في الوقت الذي يعبر فيه ذات موكبه بصالة فندق (القراند هوليداي فيلا) بشارع النيل، حيث إحدى الحركات المسلحة تقيم أحتفالاً صاخباً بالسلام حتى الساعات الأولى من الصباح، ولكن الرجل يصم أذنيه (ويعمل رايح)!!

هو لا يجرؤ على اقتحام أو إيقاف حفل للحركات المسلحة، ولكنه يمارس عنترياته مع أصحاب صالات الأفراح، علماً بأن ليالي الخرطوم صارت تشهد بصورة شبه يومية احتفالاً للسلام في الفندق الفلاني والمزرعة العلانية، تُصرف فيها مئات الآلآف من الدولارات، وتُهيئ فيها الطقوس لفيروس “كورونا”، ولا عزاء للمواطنين!!

الوالي نفسه، كان قد أسهم في تنظيم أكبر احتفال وحشد لـ”كورونا”، حيث الاحتفال باتفاقية السلام في ساحة الحرية!! الاحتفال جرى تحت بصره وإشرافه ورعايته، وهو يمد لسانه للصحة بأنّ لديه اتفاقية تطبيع مع “كورونا” وهي لا تأتي الى تجمُّعاته واحتفالاته!!

ثم يمضي الرجل في سياسة الكيل بمكيالين، فيسمح بالحفلات الجماهيرية في معرض الخرطوم الدولي، ويعبر بقُوته وجنوده أمام بوّابة المعرض و(يعمل نفسه ما شايف) ليذهب الى أقرب صالة أفراح ويمنع إكمال ترتيبات زواج!!

الوالي لا يشاهد التجمُّعات الكثيفة في كل شوارع ولاية الخرطوم وداخل المحليات السبع، المطاعم.. الكافيهات.. المولات.. الجامعات.. بيوتات العزاء.. ستات الشاي.. أما محطات الوقود والمواصلات العامة والمخابز ومحلات توزيع أسطوانات الغاز فتلك “كورونا” تمشي على قدمين!!

إن من حق الوالي، المُحافظة على صحة رعيته، واتخاذ التدابير الاحترازية اللازمة، ولكن تلك المُحافظة لا تتأتى بالعنتريات وازدواجية المعايير وطريقة الخيار والفقوس، وإنما تأتي بتطبيق اشتراطات السلامة والوقاية على الجميع، ورفع مستوى الوعي والخدمات الصحية!!

والحقيقة الماثلة للعيان إني لم أشاهد الوالي وهو يفتتح مشفىً جديداً أو حتى عنبراً، بل لم أشاهده في تفقد المؤسسات الصحية ومراقبة توزيع الدواء، أليست تلك الأولوية الأولى لمُجابهة وباء “كورونا”، ما هي إنجازات الوالي أو حتى زياراته التفقدية للمؤسسات الصحية؟!!

ماذا فعل الوالي للأطباء المُضربين والمستشفيات المغلقة والصيدليات الفارغة والدواء المعدوم..؟ ما هي خُطته مع وزارة الصحة الولائية، دعك من الاتحادية التي ترقد في نوم وثبات ما هي خُطته لإدارة ملف “كورونا”؟!!

أصدِّقكم القول، الرجل ليس لديه أي خُطة أو فكرة أو رؤية، هو فقط مشغولٌ حتى الثمالة بصراعات داخل مكتبه، وحرب التشكيك والتخوين في كل الذين حوله، لا إدارة و لا تخطيط ولا رؤية ولا مشاريع آنية ولا حتى مستقبلية ولا شيء!!

خارج السور:

على أصحاب صالات الأفراح، الكتابة على مدخل الصالة: (هنا احتفالٌ خاصٌ بإحدى الحركات المسلحة…. أو كتابة يوجد بالداخل عرمان والحلو ومني…. أو هنا الاحتفال بعيد ميلاد ابن حميدتي)!!!!!

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد