صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ودلوعته !!

11

بالمنطق

صلاح الدين عووضة

ودلوعته !!

*موغابي كان قد انسحب مكرهاً..
*انسحب من كرسي للرئاسة بدا وكأنه بات (جزءاً) منه..
*أو أحد أعضائه التي وُلد بها…وستموت معه..
*وسُحبت من زوجته (الدلوعة) – غريس – شهادة دكتوراه مُنحت لها زوراً..
*وسُحب نائب رئيس جامعة زيمبابوي من مكتبه غصباً..
*وتوالت الانسحابات من حياة غريس ؛ أراضٍ…أرصدة…عقارات… مجوهرات..
*فقدت كل شيء…بعد أن كانت تطمع في كل شيء..
*طمعت حتى في زيمبابوي كلها عقب وفاة زوجها…بعد أن فرضت نفسها وريثة..
*ولكن صاحب السبع أرواح لم يحقق لها أمنيتها بالموت السريع..
*فقد ظل كاتماً على نفسها – وأنفاس شعبه – سنين عدداً..
*وحين احتفل بعيد ميلاده الثالث والتسعين قال (عقبال ما أطفئ الشمعة المئة)..
*ورددت هي جهراً (يا رب)…ثم سراً (يا رب تموت)..
*وإلى أن يموت – على أقل من مهله – طفقت تتسلى بالمكاوشة..
*كاوشت على أراضٍ…وأموال…وعقارات…وحُلي…وكل شيء ذي (قيمة مادية)..
*ثم انتبهت إلى أنها لم تكاوش أي شيء له (قيمة أدبية)..
*فكاشفت نائب رئيس جامعة زيمبابوي – ليفي نياغورا – برغبتها في شهادة دكتوراه..
*فقال من فوره (عيوني ليك… ح تصلك لحد البيت)..
*ودون أن ترى (عيونها) هي الجامعة وصلتها فعلاً…وبعد شهر واحد فقط..
*وما صدقت أن حتى الشهادات العليا يمكن أن تأتيها لحد البيت..
*وتظل عبارة لحد البيت هذه هي أحد أبرز عناوين الفساد في الدول (المظلمة)..
*الدول التي تجري فيها عمليات الفساد بعيداً عن (الأضواء)..
*الدول التي لا ترى فيها الأعين الفساد إلا بعد أن يُسحب فرعونها من كرسيه..
*ولم يتكشف الفساد في زيمبابوي الآن إلا بعد سحب موغابي..
*بينما الدول التي تحتكم للديمقراطية – وآلياتها – يصعب على الفساد فيها التخفي..
*وها هي إسرائيل تحقق مع رئيس وزرائها في قضية فساد..
*تحقق معه رغم نذر المواجهة عسكرية مع إيران..
*ثم لا يستطيع التحجج بعبارة (لا صوت يعلو فوق صوت المعركة)..
*علماً بأن فساده المتهم به لا يساوي قيمة أرض واحدة من التي كاوشتها غريس..
*ولا نصف قيمة ما دفعته في شهادة الدكتوراه..
*ولا ربع ما بعزقه زوجها – بإسراف سفيه – في عيد ميلاده الثالث والتسعين..
*فأغلب الفساد في مثل هذه الدول يأتي لحد البيت..
*من لحمة وخضروات…وحتى نتائج انتخابات..
*والآن تكاثرت عندنا شهادات عليا تكاثر البعوض – والذباب – في خريفنا هذا..
*شهادات لا عد لها ؛ ماجستير…دكتوراه…ودكتوراه فخرية..
*وكل يوم تنهال آلاف التبريكات – عبر وسائل الإعلام – على العشرات من حامليها..
*وأغلبها وصل إلى أصحابها (لحد البيت)..
*ولكنا ما كنا نتخيل أبداً أنه حتى خزائن المركزي يمكن أن تصل (لحد البيت)..
*أو ما كان يجب أن يُودع فيها من عملات شتى..
*بل – وفي مفارقة غريبة – مركزي البيت هذا كان أكثر ثراءً من مركزي الدولة..
*وشهادة دكتوراه سته (الدلوعة) أكثر خواءً من رأسها..
*وكانت قد وصلتها أيضاً – من بين ما وصل – لحد البيت..
*وكل شبيهٍ لموغابي لا تتكشف أسرار فساده إلا بعد أن يُسحب منه الكرسي كرهاً..
*ثم يُسحب منه كل شيء ظل يكتنزه سنين عدداً..
*ومن (دلوعته) !!.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد