صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

وزارة الإعلام وفيصل محمد صالح

10

قولوا حسنا

محجوب عروة

وزارة الإعلام وفيصل محمد صالح

عندما رشَّح المهندس عثمان ميرغني الأستاذ فيصل محمد صالح ليكون رئيسا لوزراء الفترة الانتقالية قلت لعثمان أن فيصل يستحق كل خير ولكن الأفضل أن يكون وزيرا للإعلام بدلا من رئاسة الوزارة.. قلت له ذلك لأنه ففي تقديري أن رئاسة الوزراء في هذه المرحلة الخطيرة من تاريخنا المعاصر تحتاج لأن يكون رئيس الجهاز التنفيذي متمثلا في رئاسة الحكومة ذو خلفية اقتصادية أكثر من أي تخصص آخر. هذا لعدة أسباب أهمها أنني أعتقد جازما أن هناك علاقة سببية بين تحقيق السلام والسياسات الاقتصادية المناسبة فلا سلام بلا اقتصاد ولا اقتصاد دون تحقيق السلام.. وثانيا لأن الشعب يعاني من الفشل الاقتصادي وتدهور المعيشة والغلاء الطاحن والفقر والبطالة والركود الاقتصادى.
وسبب آخر أن الإعلام (الأصح الاتصال الجماهيري أو الصحافة بكل أشكالها) لها دورها المهم جدا حيث أصبح اليوم سلاحا خطيرا يحتاج لقدر هائل من المعرفية والتخصص والمهنية لا تتوفر لكثير من الناس.. الاتصال الجماهيري والصحافة حق وواجب وحرية ومسئولية والأوفق أن يتصدي لها من يعرفها حق المعرفة ويكون قد امتهنها وسبر غورها وليست مهنة من لا مهنة له فكم شقينا نحن معشر العاملين في حقل الصحافة والاتصال الجماهيري وشقي السودان وقطاع الاعلام عندما كان النظام السابق يسند وزارة الاعلام الي من يجهل هذا القطاع الحيوي الاستراتيجى. كان منصب وزير الاعلام بعد الاعلامي المحترم البروفسير علي شمو مجرد محطة سياسية واستراحة لبعض العاطلين السياسيين في عملية المحاصصات والترقيع الوزاري الذي يجري كلما حدث فشل جديد في مسلسل الفشل المستمر.. كان اعلاما عليلا ومتخلفا وصل لمستوي أن يكون وسيلة للتحكم والنفاق السياسي والانحطاط الفكري والأخلاقي لا يعرف غير حرق البخور والرقص عشرة بلدي للسياسات الفاشلة والقرارات القاصرة.. كان اعلاما هتافيا وشعاراتيا وسطحيا أكثر من كونه اعلاما رصينا ومهنيا وحرا..
كانت تحتكر الإعلانات للصحف الموالية عبر ما كان يطلق علبها شركة أقمار في وزارة الاعلام وما أدراك ما شركة أقمار والتي بحمد الله تقرر تصفيتها بعد الثورة وكم أتمني أن تراجع مراجعة مالية دقيقة وشفافة ليعرف المواطن ماذا كان يحدث فيها ومن هم مؤسسوها وقد كتبت مقالا قبل سنوات عن هذه الشركة احد وسائل التحكم والابتزاز السياسي ضد اهل الرأي الصحفي الآخر والصحافة الحرة المستقلة استقلالا حقيقيا لا الرمادية.. وعندما اشتد نقدي لها أوقفني المسئول في مجلس الصحافة عن الكتابة حولها..
كم أتمني أن يمكن رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك ا ستاذ فيصل محمد صالح من قيادة هذه الوزارة فهو أفضل من يجلس علي قمتها مع طاقم الوزارة المهني الحالي المحترم فاذا فعل ذلك فمن المؤكد سنشهد مستقبلا عظيما لقطاع الاعلام والصحافة المقرءة والمشاهدة والمسموعة وحتي لقطاع الاتصالات. ومن المؤكد اذا تولي فيصل وزارة الاعلام فسيجد السند العظيم داخليا وخارجيا فهو اهل لهذه الوزارا وارجو أن يقبل فيصل بهذا التكليف حتي نقطع الطريق أمام من لا يصلح له فنكرر الفشل. أن فيصل مقبول من الجميع ويتمتع بخلق سمح وتواضع جم وعلم وخبرات واسعة في حقل الاعلام وله صولات وجولات وشخص مقنع لكل من يقرأ ويستمع لتحليلاته العميقة..

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد