صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

وعادت الحياة !!

7

اليكم

الطاهر ساتي

وعادت الحياة !!

‏‏‏‏
:: شكراً لمعتمد الخرطوم الفريق شرطة محمد أحمد علي.. فبعد أن حولها المعتمد السابق الفريق ركن أحمد علي أبوشنب إلى أوكار مهجورة وأطلال ومنطقة )شبه عسكرية(، عادت الحياة إلى شوارع النيل بالخرطوم، بحيث ترتادها الأسر والشباب والأجانب طوال ساعات الليل وبعض ساعات الفجر بسلام وأمان، وليس هناك ما يُعكر صفوهم، أو كما كان يفعل أبو شنب.. فالإدارة كما القيادة فن وذوق، ولكن إدارة أبو شنب هي فقط: )نحن ماشين نكسر شارع النيل(، أو هكذا كان يتباهى بمطاردة النساء وتحويل المواقع السياحية إلى ما يُشبه المقابر.
:: ويبدو أن معتمد الخرطوم السابق لن يتخلَّى عن هوايته، إذ بدأ يُطارد بائعات الشاي بأم درمان، أي بدأ )يكسح ويمسح(، أو كما يُسمِّي عمليات تحطيم أواني الشاي ورفع النساء على عربات الشرطة ثم حبسهن لحين دفع الغرامة. وبالمناسبة، أمثال هذا المعتمد هم من يخلقون الجفوة والكراهية بين الشرطة والمواطن.. فالشرطي يجب أن يحمي الفئات الضعيفة وغيرها، ولكن أمثال الفريق أبوشنب يُرغمون الشرطي على اضطهاد الفئات الضعيفة التي ما أخرجها من منازلها غير البحث عن الحياة.
:: ولقد أحسن معتمد الخرطوم الفريق شرطة محمد أحمد علي عملاً، عندما وجَّه بضرورة تنظيم عمل بائعات الشاي، وعدم مصادرة أواني عملهن، مع ضرورة إجراء دراسة لتطوير ممارسة المهنة بالشكل الذي يليق بكرامة المرأة السودانية، أو هكذا فرق الفهم بين معتمدين.. معتمد يحطم الأواني ويُصادرها ثم يرفع صاحباتها على عربات الشرطة، ليتكدَّسن في الحراسات لحين دفع الغرامات، ويظن أنه بانتهاك كرامة المرأة يفعل خيراً للناس والبلد. والآخر يُنظِّم المهنة بحيث تليق بكرامة المرأة السودانية.
:: وقبل أن يؤدي القسم معتمداً لأم درمان، كان يجب إلحاق الفريق أبوشنب بدورة تدريبية يُشرف عليها معتمد الخرطوم، ليتعلم منه الكثير، والأهم يتعلم معنى: )إذا دعتك قدرتك إلى ظلم الناس، فتذكر قدرة الله عليك(.. فالرجل لا يتذكّر قدرة العزيز الجبار عندما يرسل العسس والأفندية إلى حيث أولئك )الضعيفات(، ليصبوا جام قوتهم وبطشهم فيهن وفي أواني مهنتهن بلا رحمة.. كالعهد به دائماً، لا يفعل الفريق أبوشنب شيئاً غير إدخال الخوف والحزن والغبائن في نفوس بائعات الشاي، ولا يبالي بالآثار السالبة على أسرهن التي تعتمد بشكل مباشر على دخلهن من بيع الشاي.
:: ولتبرير قرار أبوشنب الجائر بالخرطوم، دعمته إحدى الجهات بمقطع فيديو يزعم انتشار تعاطي الحبوب المُخدّرة بشارع النيل ثم وزعوا المقطع في وسائل التواصل، ليتهم المجتمع بائعات الشاي بترويج المخدرات، وتناسوا أن هذه الفئات الضعيفة ليست هي القطط السمان التي تجلب حاويات المخدرات عبر ميناء بورتسودان، ثم تهرب من العدالة.. ولقد أحسن الفريق شرطة محمد أحمد علي قولاً عندما وصف عمل بائعات الشاي بالمهنة.. وهكذا العقل السوي، بحيث لا يُفرِّق بين بائعات الشاي وسيدات الأعمال، ليضطهد فئة ويحمي الفئة الأخرى.
:: وكذلك ينظم العقل الراشد مهن كل النساء ليساهمن في ترسيخ الأمن والسلام بالمجتمع.. ثم إن الحرب لم تتوقف ببعض ولايات السودان، ولا النزوح من الريف توقف عن كل مدن السودان، وما بائعات الشاي إلا بعض آثار الحرب والنزوح.. والمجتمع السوداني لا يحمل لبائعات الشاي غير )التقدير( و)العطف(.. ولكن سلطات أمثال الفريق أبوشنب تكاد أن تسترقهن، لحد حبسهن لحين سداد الجزية المسماة بالغرامة.. بيع الشاي مهنة مثل كل المهن التي تحترفها المرأة في القطاعين )العام والخاص(، ويجب تنظيمها، ولكن هذا ما يعجز عنه عقل أبوشنب.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد