صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ومن يشبه البرهان ؟!

6

أطياف

صباح محمد الحسن
ومن يشبه البرهان ؟!

 

 

 

 

يعتبر الخطاب السياسي واحداً من أهم العوامل الأساسية التي يقوم عليها إبتناء العلاقات السياسية والدبلوماسية بين الدول وهو بلا شك شديد التأثير على استمرارية العلاقات واستدامة المصالح ويبقى ثقل التصريح قوته وضعفه حسب حجم المصدر المصرح قوته وضعفه ومكانته وموقعه القيادي والدستوري حيث تحسب كل كلمة وتوزن و(يكيل) لك الطرف الآخر بمكيالها حسب وزنها وحجمها وأمريكا دون الدول تهتم بتصريحات القادة والمسؤولين في الدول وتأخذ كل التصريحات مأخذ الجد وتتعامل معها كموقف دولة وتصريحات السيد رئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان هي واحدة من التصريحات التي تعتبر موقفاً واضحاً للدولة عندما أعلن أن المجلس لن يسلم الرئيس المعزول عمر البشير لمحكمة الجنايات الدولية التي تتهمه بارتكاب جرائم حرب في دارفور تلك التصريحات التي أدلى بها لمحطة ( بي بي سي) وأنه ستتم محاكمته داخل البلاد لأن القضاء السوداني مؤهل وقادر على ذلك، وانه لم تصدر تعليمات من قادة المجلس بفض اعتصام القيادة العامة للجيش بالخرطوم في يونيو الماضي عندما إنقضت وحدات مسلحة شبه عسكرية على المعتصمين وقتلت منهم أكثر من 100 شخص إن بعض القادة العسكريين متورطون في الواقعة وأن السلطات تحقق معهم تمهيداً لتقديمهم للمحاكمة.
وما برح البرهان مكانه حتى رصدت الإدارة الامريكية تلك التصريحات وقامت بتغيير موقفها تجاه السودان لتشهر في وجهنا بطاقة حمراء (نستحقها) عندما قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب تمديد حالة الطوارئ الوطنية المعلنة ضد السودان منذ عام 1997، وكان من المقرر أن ينتهي مفعولها في الثالث من نوفمبر.
وبحسب القرار الذي نشره البيت الأبيض فإنه على الرغم من التطورات الإيجابية الأخيرة في السودان فإن الأزمة التي نشأت عن أفعال وسياسات حكومة السودان والتي أدت إلى إعلان حالة طوارئ وطنية بموجب الأمر التنفيذي 13067 لم تحل بعد .
فرئيس مجلسنا الموقر الذي هو اكثر دراية وعلماً من غيره بما تمر به بلادنا من ظروف سياسية معقدة للغاية كان أجدر به ان ينأى عن هكذا تصريحات وان الدبلوماسية السودانية ورئيس مجلس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك بذلوا كل مافي وسعهم وهم يمسكون بممحاة الثورة والتغيير لإزالة كل الشوائب والعقبات التي وضعها النظام السابق وسياساته (الخرقاء) والتي أغلبها جاءت بسبب تصريحات وهتافات الإنقاذ في عهدها الاول ومعلوم ان الانقاذ كلامها أحياناً أسوأ من افعالها بكثير ليأتي البرهان ويضرب بعصا التصريح حلم وليد انجبته الثورة والدولة تتأهب لإستقبال رفع اسم السودان من قوائم الدول الراعية للارهاب..
فمن المؤسف جدا ان يكون رئيس مجلس السيادة غير ملم بحساسية الامور وابعادها ومآلاتها وما تترتب عليها من اثار وردود افعال قد تكلفنا وقتاً اكبر وبلادنا مخنوقة بحبل من مسد الأزمات الاقتصادية وليته جاء هذا التصريح من شخصية اقل مكانة من البرهان لكان (قدر أخف) ولكن ان يأتي التصريح من رئيس مجلس السيادة لمحطة قوية ومسموعة كالـ (بي بي سي) فهذا ما يجعلك تضع ألف استفهام هل نحن مازلنا في منطقة التصريحات( الملغومة) تلك التصريحات (البشيرية) الكارثية التي اوردتنا موارد الهلاك…من في المدنية يشبه البرهان ؟؟
طيف:
زعم الفرزدق أنه سيقتل مربعا.. أبشر بطول سلامة يا مربع
الجريدة

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد