صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ﺍﻟﻤﺜﻘﻒ ﻋﺎﺭﻳﺎً !..

8

ﻫﻨﺎﻙ ﻓﺮﻕ

ﻣﻨﻰ ﺃﺑﻮ ﺯﻳﺪ
ﺍﻟﻤﺜﻘﻒ ﻋﺎﺭﻳﺎً !..

“ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻫﻲ ﺻﺮﺧﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﻣﺼﻴﺮﻫﻢ ” .. ﺃﻟﺒﻴﺮ ﻛﺎﻣﻮ !..
ﺍﻧﺸﻐﻞ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻱ – ﻗﺒﻞ ﻓﺘﺮﺓ – ﺑﻘﻀﻴﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺻﺪﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﻜﻢ ﻗﻀﺎﺋﻲ ﺑﻮﺟﻮﺏ ﺍﻟﺘﻔﺮﻳﻖ ﺑﻴﻦ ﺯﻭﺟﻴﻦ ﻟﻌﺪﻡ ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺴﺐ، ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺍﺳﺘﻮﻗﻔﺘﻨﻲ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﺁﺭﺍﺀ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺤﺪﺛﻮﺍ ﻋﻦ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺗﺜﻘﻴﻒ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺸﺄﻥ ﺍﻟﺘﺤﻘﻖ ﻣﻦ ﻛﻔﺎﺀﺓ ﺍﻟﻨﺴﺐ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ، ﻭﺃﺳﻬﺒﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﺪﻳﺪ ﺑﻐﻴﺎﺏ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﺗﻨﻮﻳﺮ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﺭﻁ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮ .. ﺩﻭﻧﻤﺎ ﺃﻱ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﻼﻣﺢ ﺍﻟﺴِّﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺪﻝ ﺍﻟﻔﻘﻬﻲ ﺍﻟﻤﺜﺎﺭ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻧﻔﺴﻪ !..
ﻭﻗﺘﻬﺎ ﺗﻮﻗﻌﺖ ﻣﻦ ﺑﻌﻀﻬﻢ – ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ – ﺃﻥ ﻳﺠﺘﻬﺪﻭﺍ ﻓﻲ ﺇﺛﺎﺭﺓ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻋﺔ ﺍﻟﻤﺘﻮﻗﻌﺔ ﺣﻮﻝ ﻧﻬﺞ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻣﺘﻌﺴﻒ ﻳﻘﻀﻲ ﺑﺘﻤﺰﻳﻖ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﻤﻄﻤﺌﻨﺔ ﺑﺤﺠﺔ ﻋﺪﻡ ﻛﻔﺎﺀﺓ ﺍﻟﻨﺴﺐ، ﻟﻜﻨﻬﻢ ﺻﻤﺘﻮﺍ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻣﺠﺎﺭﺍﺓً ﻟﺴﻄﻮﺓ ﺍﻟﻌﺮﻑ، ﻭﻫﻮ ﻧﻬﺞ ﻓﻜﺮﻱ ﺷﺎﺋﻊ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﺜﻘﻒ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻋﻤﻮﻣﺎً، ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﺠﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺤﺸﻮﺭﺍً ﺑﻴﻦ ﺳﻄﻮﺓ ﺍﻟﻌﺮﻑ ﻭﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ !..
ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺤﺼﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﻟﺼﺔ ﻛﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ، ﺑﻞ ﺗﻤﺘﺪ ﺍﻟﻤﻔﻜﺮﺓ ﻟﺘﺸﻤﻞ ﺍﻷﻋﺮﺍﻕ ﻭﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﻳﻨﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻧﻔﺴﻪ .. ﻭﻣﻦ ﻃﺮﺍﺋﻔﻨﺎ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ ﻣﺤﻤﺪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻧﻘﺪ، ﺯﻋﻴﻢ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﻭﻣﺆﻟﻒ ﻛﺘﺎﺏ “ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺮﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ” ، ﻗﺎﻝ ﺫﺍﺕ ﺣﻮﺍﺭ ﺇﻧﻪ ﻳﺮﺿﺦ ـ ﺃﻳﻀﺎً ـ ﻟﺴﻄﻮﺓ ﺍﻟﻌﺮﻑ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ، ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﺳﺌﻞ – ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ – ﻋﻦ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ، ﻗﺎﻝ “ ﻟﻮ ﺟﺎﺀﻧﺎ ﺧﺎﻃﺐ ﻹﺣﺪﻯ ﺑﻨﺎﺗﻨﺎ ﺳﻨﺴﺄﻝ ﻋﻦ ﺃﻣﻪ ﻭﺃﺑﻴﻪ ﻭﻧﻤﺸﻲ ﺇﻟﻰ ﺣﺒﻮﺑﺘﻪ ﺃﻳﻀﺎً ” !..
ﺃﺫﻛﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻲ ﻭﺍﻟﻘﺎﺹ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻱ ﺍﻟﻔﺬ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﻟﻤﺤﻴﻤﻴﺪ ﺣﺪﺛﻨﻲ ﺟﻴﺪﺍً ﻋﻦ ﺩﻭﺭ ﻛﺘﺎﺏ “ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺮﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ” ﻓﻲ ﺍﻹﻋﺪﺍﺩ ﻟﺮﻭﺍﻳﺘﻪ ‏) ﻓﺨﺎﺥ ﺍﻟﺮﺍﺋﺤﺔ ‏( ﺫﺍﺋﻌﺔ ﺍﻟﺼﻴﺖ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻧﺒﺸﺖ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﻼﺀ ﺍﻟﻌﺮﻗﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ، ﻭﻛﻴﻒ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﺍﻟﻤﻠﺤﻘﺔ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﻗﺪ ﺃﺩﺧﻠﺘﻪ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺠﻼّﺑﺔ .. ﻭﺑﻴﻮﺕ ﺍﻟﻘﻄﺎﻃﻲ .. ﻭﺃﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﺮﻗﻴﻖ .. ﻭﺻﻔﺎﺗﻬﻢ .. ﻭﺃﻭﺿﺎﻋﻬﻢ ﺍﻟﻤﺰﺭﻳﺔ .. ﻭﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﻘﻴﻴﻤﻬﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﻴﻊ .. ﻭﻃﺮﻕ ﺍﺳﺘﻴﺮﺍﺩﻫﻢ ﻭﺗﺼﺪﻳﺮﻫﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﺣﻴﺚ ﻣﺴﺮﺡ ﺭﻭﺍﻳﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﺎﺀ ﺃﺣﺪ ﺃﺑﻄﺎﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ !..
ﻭﺭﻏﻢ ﺫﻟﻚ ﻳﻌﺘﺮﻑ ﻣﺆﻟﻒ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﻌﻴﺶ ﻫﺰﻳﻤﺔ ﺍﻟﻤﺜﻘﻒ ﺃﻣﺎﻡ ﺳﻄﻮﺓ ﺍﻟﻌﺮﻑ ﻓﻲ ﺷﺄﻥ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ، ﻓﻴﺘﺨﻠﻯﻌﻦ ﺃﻓﻜﺎﺭﻩ ﺍﻹﺻﻼﺣﻴﺔ ﻭﺭﺅﻳﺘﻪ ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ ﻟﻠﺬﺍﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺇﻃﻼﻗﻬﺎ، ﺛﻢ ﻳﻤﺸﻲ ﻃﺎﺋﻌﺎً ﻣﺨﺘﺎﺭﺍً ﺇﻟﻰ ﺟﺬﺭ ﺍﻟﺠﺪ ﻭﺃﺻﻞ “ ﺍﻟﺤﺒﻮﺑﺔ ” ﺇﺫﺍ ﻟﺰﻡ ﺍﻷﻣﺮ !..
ﺧﻼﺻﺔ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﻫﻲ ﺣﺰﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﻭﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﻭﺍﻷﺧﻼﻕ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﻭﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ، ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﻣﺒﻨﺎﻫﺎ ﻫﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺗﺒﻨﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﻭﺍﻟﺨﻴﺎﺭﺍﺕ .. ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﺜﻘﻒ ﻳﻌﺘﻨﻖ ﻭﻳَﺸﺮَﺡ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﺮﺍﺋﺪ ﻳﻔﻌﻞ ﻭﻳُﺸﺮِّﻉ !..
ﻭﻣﺎ ﻳﺰﺍﻝ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻨﺴﺐ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﻫﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺪﺧﻞ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩﻱ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺒﺮ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻤﺜﻘﻒ ﻋﺎﺭﻳﺎً ﻋﻦ ﻓﻜﺮﻩ، ﻣﺘﺠﺮﺩﺍً ﻋﻦ ﺛﻘﺎﻓﺘﻪ .. ﻭﻫﺬﺍ – ﺑﻜﻞ ﺃﺳﻒ – ﻫﻮ ﺟﻮﻫﺮ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺩﺓ

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد