صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ﺑﺎﻛﺮ ﺍﻟﻜﺮﻳﺴﻤﺎﺱ

15

ﺣﺎﻃﺐ ﻟﻴﻞ

ﺩ . ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻄﻴﻒ ﺍﻟﺒﻮﻧﻲ
ﺑﺎﻛﺮ ﺍﻟﻜﺮﻳﺴﻤﺎﺱ

‏( 1 ‏)
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺍﻟﻌﻄﻼﺕ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺍﻷﻋﻴﺎﺩ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﻋﻴﺪ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻭﻋﻴﺪ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ‏( ﺛﻮﺭﺓ ﻋﺒﻮﺩ ﺍﻭ ﺛﻮﺭﺓ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ﻣﺎ ﻓﺎﺭﻗﺔ ﻓـ ‏( ﻛﻞ ﺯﻭﻝ ﻋﺎﺟﺒﻮ ﺍﻟﺼﺎﺭﻭ ‏) ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻳﻂ ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻴﺪ ﺍﻟﻜﺮﻳﺴﻤﺎﺱ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﻧﻜﻬﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻳﻒ ﻧﺠﺪ ﺍﻟﻜﺮﻳﺴﻤﺎﺱ ﻻ ﻳﻀﻴﻒ ﻟﺤﻴﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﺃﻳﺔ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻌﻴﺪﻳﻦ ﺍﻷﺿﺤﻰ ﻭﺍﻟﻔﻄﺮ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﺴﻤﺎﺱ ﻳﺄﺗﻲ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺷﺎﺗﻲ ﻭﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺒﺮﺩ ﻣﺸﺘﺪﺍ ﻓﻴﻪ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﻟﻠﻤﺪﺭﺳﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺣﺪﺛﺎً ﺳﻌﻴﺪﺍً . ﺻﺪﻳﻘﻲ ﻧﻮﺭﻳﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﺎﺭﻕ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ ﻗﺎﺑﻠﺘﻪ ﺫﺍﺕ ﻣﺮﺓ ﻗﺒﻞ ﻋﺪﺓ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻋﻄﻠﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻧﺴﻴﺖ ﻣﻨﺎﺳﺒﺘﻬﺎ، ﻓﺒﻌﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺣﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﺩﺭﻧﻲ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ ‏( ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻜﺮﻳﺴﻤﺎﺱ ﻭﻧﺤﻦ ﻣﺪﻭﺷﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻣﺎ ﺟﺎﺑﻴﻦ ﺧﺒﺮ ‏) . ﻓﺎﻟﺸﺎﻫﺪ ﺍﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺫﻫﻨﻪ ﺇﻻ ﺇﺟﺎﺯﺓ ﺍﻟﻜﺮﻳﺴﻤﺎﺱ . ﻗﻠﺖ ﻟﻪ ﻳﻤﻴﻦ ﺍﻧﺖ ﺃﺳﻌﺪ ﺳﻮﺩﺍﻧﻲ ﻭﻣﺎ ﺟﺎﻳﺐ ﺧﺒﺮ ﻷﻱ ﺷﻲ ﻓﺈﺟﺎﺯﺓ ﺍﻟﻜﺮﻳﺴﻤﺎﺱ ﺭﺍﺣﺖ ﻓﻲ ﺣﻖ ﺍﻟﻠﻪ .
‏( 2 ‏)
ﻻ ﺃﺗﺬﻛﺮ ﻣﺘﻰ ﺃﻟﻐﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻋﻄﻠﺔ ﺍﻟﻜﺮﻳﺴﻤﺎﺱ، ﻭﻟﺴﺖ ﻣﺘﺬﻛﺮﺍ ﺍﻟﺤﻴﺜﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﻴﻠﺖ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺭﺑﻤﺎ ﻗﺪﻡ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﺰﺍﻭﺩﻳﻦ ﺍﻗﺘﺮﺍﺣﺎ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﺩﻋﻤﻪ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﺤﺠﺞ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﻟﻢ ﻳﺠﺮﺅ ﺃﺣﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﺭﺿﺘﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ، ﻓﺂﻟﻴﺎﺕ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻭﺍﺗﺨﺎﺫﻩ ﻛﺎﻧﺖ ﻏﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﻬﺪ، ﻭﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻻ ﻋﻠﻢ ﻟﻲ ﺑﺎﻟﺤﻴﺜﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺭﺟﻌﺖ ﺑﻬﺎ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻋﻄﻠﺔ ﺍﻟﻜﺮﻳﺴﻤﺎﺱ ﻫﻞ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺑﺪﺍﻓﻊ ﺫﺍﺗﻲ ﺃﻡ ﺑﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﻣﺴﻴﺤﻴﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﺍﻭ ﻟﻌﺐ ﺑﻮﻟﺘﻴﻜﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﺮﻱ ﺃﻥ ﻗﺮﺍﺭ ﻋﻮﺩﺓ ﻋﻄﻠﺔ ﺍﻟﻜﺮﻳﺴﻤﺎﺱ ﻗﺮﺍﺭ ﺻﺎﺋﺐ ﻓﻠﻮ ﺍﻋﺘﺒﺮﻧﺎ ﺍﻷﻣﺮ ﺃﻣﺮﺍً ﺩﻳﻨﻴﺎً ﻓﻨﺤﻦ ﻛﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻳﻠﺰﻣﻨﺎ ﺩﻳﻨﻨﺎ ﺑﺎﺣﺘﺮﺍﻡ ﻛﻞ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺮﺳﻞ ﻭﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻴﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﺍﻹﺑﺮﺍﻫﻴﻤﻴﻴﻦ، ﻭﺍﺟﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺗﻘﺪﻳﺮﻩ ﻭﺣﻖ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﺀ ﺑﻤﻮﻟﺪﻩ ﻭﺇﺫﺍ ﺍﻋﺘﺒﺮﻧﺎ ﺍﻷﻣﺮ ﺃﻣﺮﺍ ﺩﻧﻴﻮﻳﺎ ﻓﻜﻞ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺍﻟﻤﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻳﺤﺘﻔﻞ ﺑﺎﻟﻜﺮﻳﺴﻤﺎﺱ ﻓﻼ ﺷﻲﺀ ﻳﻤﻨﻊ ﺍﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻫﺬﺍ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻧﻘﻞ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺍﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﺟﺰﺀﺍً ﻣﻨﻪ ﻓﻔﻲ ﺛﻘﺎﻓﺘﻨﺎ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻻ ﺑﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﺎﻭﻳﺔ ‏( ﺍﻟﻔﻨﺪﺭﺓ ‏) ﻣﺎ ﻓﻴﺶ ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻣﺎ ﻛﻮﻳﺴﺔ ﻭﺭﻣﻀﺎﻥ ﺯﺍﺋﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻏﻨﺎﺋﻪ ﻳﻘﻮﻝ ‏( ﺧﻠﻴﻚ ﻣﻊ ﺍﻟﺰﻣﻦ
‏( 3 ‏)
ﻟﻘﺪ ﺿﺮﺏ ﺍﻟﺠﻔﺎﻑ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺇﺫ ﺯﺣﻔﺖ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺃﻭﺟﻪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺃﺻﺒﺢ ﺗﻔﻜﻴﺮﻧﺎ ﻛﻠﻪ ﻳﺪﻭﺭ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺳﻮﻳﺔ ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﺴﻤﺎﺱ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻏﻴﺮ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺇﻧﻤﺎ ﺩﻳﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﺻﻠﻬﺎ ﻭﺩﻧﻴﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﻈﻬﺮﻫﺎ ﻓﺴﻮﻑ ﺗﻮﻓﺮ ﻟﻨﺎ ﻓﺮﺻﺔ ﻧﺨﺮﺝ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﻧﻔﺮﻓﺶ ﻭﻧﺒﺘﻬﺞ ﻭﻧﻔﻚ ﺍﻟﺘﻜﺸﻴﺮﺓ ﺷﻮﻳﺔ . ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﻤﻨﺎﺧﻲ ﻗﺪ ﻻ ﻳﺠﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﺒﺮﺩ ﻛﻲ ﻳﻤﻜﺚ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﺯﻟﻬﻢ ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻔﺘﻮﺣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺰﺍﺣﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﺒﻘﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﻧﺸﺎﻫﺪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻭﻫﻮ ﻳﺤﺘﻔﻞ ﺑﺎﻟﻜﺮﻳﺴﻤﺎﺱ ﻭﺳﺘﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﻨﻮﺍﺕ ﻣﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﻭﻓﻨﻮﻥ ﻣﺘﺠﺪﺩﺓ ﻟﻢ ﺗﺨﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻝ، ﻭﺑﻬﺬﺍ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﺴﻤﺎﺱ ﻭﻓﺮ ﻟﻨﺎ ﻣﺘﻌﺔ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻭﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ‏( ﺟﺮﺑﺎﻥ ﻳﺎﻛﻞ ﺑﻲ ﻋﻴﻨﻪ ‏) ﻭﻳﻼ ﻛﺮﻛﺮﺳﻮﺍ ﻛﻠﻜﻢ .

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد