صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ﺻﻒ ﺍﻟﺮﻏﻴﻒ ﺑﻴﻦ “ ﺣﻤﺪﻭﻙ ” ﻭ ” ﻣﺪﻧﻲ ”

30

ﺭﺑﻊ ﻣﻘﺎﻝ

ﺩ . ﺧﺎﻟﺪ ﺣﺴﻦ ﻟﻘﻤﺎﻥ
ﺻﻒ ﺍﻟﺮﻏﻴﻒ ﺑﻴﻦ “ ﺣﻤﺪﻭﻙ ” ﻭ ” ﻣﺪﻧﻲ ”

 

 

 

ﺃﺣﺪ ﺍﻹﺧﻮﺓ ﺍﻟﻈﺮﻓﺎﺀ ﻗﻴﻞ ﻟﻪ ﺇﻥ “ ﻣﺪﻧﻲ ﻋﺒﺎﺱ ﻣﺪﻧﻲ ” ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ، ﻭﺑﺤﻀﻮﺭ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ “ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﻤﺪﻭﻙ ” ﺭﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ ﻭﺯﺭﺍﺀ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ، ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺣﻮﺍﺭ ﺗﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻲ ﺗﻢ ﺑﺜﻪ ﺃﻣﺲ ﺍﻷﻭﻝ ﺇﻥ ‏) ﺻﻔﻮﻑ ﺍﻟﺮﻏﻴﻒ ﺳﺘﺨﺘﻔﻲ ﺑﻌﺪ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺳﺎﺑﻴﻊ ‏( ، ﻓﺮﺩَّ ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ ﺑﻀﺤﻜﺔ ﺻﺎﺧﺒﺔ ﻗﺎﺋﻼً : ‏) ﻧﻌﻢ ﺃﻛﻴﺪ ﺳﺘﺨﺘﻔﻲ ﺍﻟﺼﻔﻮﻑ ﻷﻧﻪ ﺃﺻﻼً ﻣﺎ ﺣﻴﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺭﻏﻴﻒ ﻓﻲ ﺍﻷﻓﺮﺍﻥ ‏( .. ﻭﺍﻟﻨﻜﺘﺔ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﺟﺪﺍً ﻓﻲ ﻟﺴﺎﻧﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ، ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﻨﺘﺰﻋﻬﺎ ﻣﻨﺎ ﺇﻻ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﺍﻟﻘﻮﻱ، ﻭﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﺍﻟﻘﻮﻱ ﻫﻨﺎ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﺪﺛﺎً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻓﻲ ﻣﻔﺎﺭﻗﺘﻪ ﻭﺫﻛﻴﺎً ﻓﻲ ﻇﺮﻓﻪ، ﻭﻭﻗﻮﺭﺍً ﻓﻲ ﺭﺩﺓ ﻓﻌﻠﻪ ﺑﻀﺤﻜﺘﻪ ﻭﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻪ، ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﻗﺪﻳﻤﺎً، ﺃﻣﺎ ﺍﻵﻥ ﻓﻜﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺃﺣﺪ ﺇﺧﻮﺍﻧﻨﺎ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﻴﻞ ﻟﻪ ﺇﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ ﺑﻘﻮﺍ ﻳﻨﻜﺘﻮﺍ ﻓﻘﺎﻝ : ‏) ﺃﻳﻮﺓ ﻣﺎ ﺟﺎﻋﻮﺍ ﺃﻭﻻﺩ ..… ‏( ﻭﻧﺤﻦ ﻻ ﻧﺰﻋﻞ ﻣﻦ ﺇﺧﻮﺗﻨﺎ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﺍﻷﺣﺒﺎﺀ ﻷﻥ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻃﺮﺍﺋﻒ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻧﺪﻓﻊ ﺑﻬﺎ ﺗﺠﺎﻫﻬﻢ، ﻛﻠﻤﺎ ﻫﺒﺖ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺭﻳﺢ ﻃﺮﺍﺋﻔﻬﻢ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻧﺤﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ .. ﻣﻔﻴﺶ ﺯﻋﻞ ﺑﻴﻨﺎ، ﻛﺎﻟﺬﻱ ﺗﺴﺘﺜﻴﺮﻩ ﺣﻜﻮﻣﺎﺗﻨﺎ ﻫﻨﺎ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻋﺒﺮ ﺗﺼﺮﻓﺎﺕ ﻣﺴﺘﻔﺰﺓ ﻟﻜﻞ ﻃﺮﻑ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻭﺍﻗﻊ ﻟﻴﺲ ﺛﺎﺑﺘﺎً، ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻘﻴﻢ ﻭﻧﺰﻥ ﻋﺒﺮﻩ ﻋﻼﻗﺔ ﺃﺯﻟﻴﺔ ﻛﺎﻟﺘﻲ ﺗﺮﺑﻄﻨﺎ ﺟﻨﻮﺑﺎً ﻭﺷﻤﺎﻻً .. ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻠﻨﻌُﺪ ﻟﺼﻒ ﺍﻟﺮﻏﻴﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺄﻣﻞ ﺃﻥ ﻻ ﻧﺮﺍﻩ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ، ﺧﻼﻝ ﻓﺘﺮﺓ ﻭﺟﻴﺰﺓ، ﻛﺘﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺷﺎﺭ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﺎﺏ “ ﻣﺪﻧﻲ ” ‏) ﻟﻴﺲ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﺭﻏﻴﻒ ﻓﻲ ﺍﻷﺻﻞ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺻﺎﺣﺒﻲ ﺍﻟﺴﺎﺧﺮ ‏( ، ﺑﻞ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺨﺰﻭﻥ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ، ﻭﺃﻳﻀﺎً ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻧﺘﻔﺎﺀ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺩﺕ ﻭﻻ ﺯﺍﻟﺖ ﻟﺼﻔﻮﻑ ﺍﻟﺮﻏﻴﻒ ﻫﺬﻩ .. ﻭﻫﻲ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻟﻠﻐﺮﺍﺑﺔ ﻟﻢ ﻧﻌﻠﻢ ﺣﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ .. ﺍﻟﺼﻔﻮﻑ ﻛﻤﺎ ﻫﻲ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ، ﻭﺃﻳﻀﺎً ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ ﻣﺘﻮﻓﺮ ﻓﻲ ﺟﻮﺍﻻﺕ ﻣﺘﺮﺍﻛﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ .. ﺇﺫﻥ ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ ﻣﻮﺟﻮﺩ، ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﻨﺘﻬﻲ؟، ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﻏﺒﺮ ﻣﺘﻮﻓﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺩﻫﻢ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﺃﻋﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺟﻬﺎﺕ ﻣﺨﺮﺑﺔ ﺩﺭﺟﺖ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﺍﺀ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﺑﻜﻤﻴﺎﺕ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺛﻢ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻬﺎ ! ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻘﻨﻌﺔ، ﻟﻴﻈﻞ ﺻﻒ ﺍﻟﺮﻏﻴﻒ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺷﺎﻫﺪﺍً ﻋﻠﻰ ﻋﺠﺰ ﻏﺮﻳﺐ ﻭﻣﺪﻫﺶ، ﻓﻤﻦ ﻳﺼﺪﻕ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﻠﺪ ﺍﻷﻧﻬﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻭﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺨﺼﺒﺔ ﺍﻟﺸﺎﺳﻌﺔ ﻳﻘﻒ ﺃﻫﻠﻪ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻟﻴﺄﺧﺬﻭﺍ ﺣﺼﺘﻬﻢ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺒﺰ .. ﺷﻲﺀ ﻏﺮﻳﺐ ﻭﻳﻜﺎﺩ ﻳﻔﻘﺪﻧﺎ ﺻﻮﺍﺑﻨﺎ .. ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺃﻧﻨﻲ ﻗﺪ ﻻﺣﻈﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩ ﺃﻣﺎﻡ ﻛﻞ ﻓﺮﻥ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﺪﺩﺍً ﻭﺍﺣﺪﺍً ﺃﻭ ﻣﺘﻘﺎﺭﺑﺎً ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺣﺪ ﻋﺸﺮ ﺷﺨﺼﺎً .. ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺧﻠﻘﻪ ﺷﺆﻭﻥ ﻣﺎﺫﺍ ﻧﻘﻮﻝ؟ .. ﺇﺫﻥ ﺳﻨﻨﺘﻈﺮ ﺍﻟﺸﺎﺏ “ ﻣﺪﻧﻲ ” ﻭﺍﻟﺴﻴﺪ “ ﺣﻤﺪﻭﻙ ..” ﺳﻨﻨﺘﻈﺮ ﻓﻜﻮﻧﻮﺍ ﻣﻌﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺘﻈﺮﻳﻦ

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد