صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺤﺎﻓّﺔ

9

ﺍﻣﺎ ﻗﺒﻞ

ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﺮﺯﻳﻘﻲ
ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺤﺎﻓّﺔ

ﻳﻘﻒ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥُ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓّﺔ ﺣﺎﺩّﺓ ﺭﺑﻤﺎ ﺗﻬﻮِﻱ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﻉ، ﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻨﺘﺒﻪ ﻛﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻻﺣﺘﻘﺎﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ، ﻭﻳﺘﺠﻨّﺒﻮﺍ ﺍﻻﺳﺘﻘﻄﺎﺏ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﻄﺎﺏ ﺍﻟﻤُﻀﺎﺩ، ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺻﻠﺖ ﻣُﻌﺪّﻻﺗُﻪ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﻐﻠﻴﺎﻥ، ﻭﺗﺘﺤﻤﻞ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﻬﻴﻴﺞ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﻐﺎﺿِﺐ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ، ﻭﺗﺠﻤﻴﻊ ﺧﺼﻮﻣﻬﺎ ﻭﺗﺤﺎﻟُﻔﻬﻢ ﺿﺪﻫﺎ، ﻭﺳﺘﻜﻮﻥ ﺫﺭﻭﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺣﺘﻘﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺻﻢّ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊُ ﺁﺫﺍﻧَﻬﻢ ﻋﻦ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﻌﻘﻞ، ﻭﺗﻨﻜّﺒﻮﺍ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻘﻮﻳﻢ، ﻭﺃﺻﺮّﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻠﺰﻡ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺤﺬﺭ، ﻟﻴﺴﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺃﺷﺪ ﺍﻧﺤﺮﺍﻓﺎً ﻋﻦ ﺍﻟﺠﺎﺩّﺓ ﻛﺎﻟﺘﻲ ﻧﻌﻴﺶ، ﺑﺴﺒﺐ ﻏﻠﻮﺍﺀ ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻧﺤﺴﺎﺭ ﺍﻟﺘﻌﻘُّﻞ ﺍﻟﻌﺎﺻِﻢ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺰﻻﻕ، ﻓﻬﺸﺎﺷﺔُ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﻭﺿﻌﻒ ﺑﻨﻴﺎﻧﻬﺎ ﻭﻟﺰﻭﺟﺔ ﻣَﻤﺮّﺍﺗﻬﺎ ﻭﻣَﻤﺸﺎﻫﺎ، ﻧﺬﻳﺮ ﺷﺆﻡٍ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﻭﻗﻌﺖ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻓﺮﻳﺴﺔ ﻟﻠﻌﻨﻒ ﻭﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻟﻤﻀﺎﺩ .
ﺇﺫﺍ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻏﺎﺏ، ﻭﺍﻧﺘﺸﺮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﺑﻜﺘﺮﻳﺎ ﺍﻟﺨﻼﻑ، ﻭﺗﻨﺎﺳَﻠﺖ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﻣﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ، ﻛﻤﺎ ﻧﺮﻯ ﺍﻵﻥ ﻣﻦ ﺃﺧﻄﺎﺀ ﺍﻟﺤُﻜﻢ ﺍﻟﻔﺎﺩِﺣﺔ ﻭﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺀ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﺍﻟﻜﻴﺪ ﻟﻬﻢ ﻭﻣُﻬﺎﺟﻤﺘﻬﻢ ﻭﻣﻌﺎﺩﺍﺓ ﻋﻘﻴﺪﺗﻬﻢ ﻭﺛﻘﺎﻓﺘﻬﻢ ﺑﻮﺳﺎﺋﻞ ﺷﺘﻰ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻹﻗﺼﺎﺀ ﻭﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻡ ﻭﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺗﻄﻮﻳﻊ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻬﺎ ﻟﻸﻏﺮﺍﺽ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ .
ﻳﺘﺮﺗَّﺐ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻧﺸﻮﺀ ﻣُﺒﺮّﺭﺍﺕ ﺍﻟﺮﺩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻛﺲ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻟﻤﻀﺎﺩ، ﻭﺳﺘﺪﺧﻞ ﺑﻼﺩﻧﺎ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻼﻋﻮﺩﺓ ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻤﺮّ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﺑﻜﻞ ﺳﻮﺀﺍﺗﻪ، ﻓﻲ ﻇﻞ ﻏﻴﺎﺏ ﻣﺎ ﻳﺠﻤﻊ، ﻭﻗﺪ ﻋَﺠﺰ ﺍﻟﺘﻘﺎﺀ ﺧﺒﺮﺍﺀ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻓﻲ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻣُﺸﺘﺮﻛﺔ ﻭﺣﻮﺍﺭ ﻳﺠﻤﻊ ﻛﻞ ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﺀ ﻭﺗﺮﻛﻮﺍ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻧﻬﺒﺎً ﻟﻸﺟﻨﺪﺓ ﺍﻟﺴﺎﻟﺒﺔ ﻭﺍﻷﻫﻮﺍﺀ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﺰﺑﻴﺔ، ﻭﻫﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺇﻥ ﺣﻠّﺖ ﻭﺿﺮﺑﺖ ﺑﺄﻃﻨﺎﺑﻬﺎ ﻭﻏﺮﺳﺖ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺃﻭﺗﺎﺩﻫﺎ، ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺤﺮﻳﻖ ﻭﺍﻟﺮﻣﺎﺩ .
ﻭﻣﻦ ﻧﺎﻓﻠﺔ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﺘﺬﻛﻴﺮ، ﺑﺄﻥ ﻭﺍﺟﺐ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺇﻟﻰ ﺣﻠﻮﻝ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ، ﺣﻴﺚ ﻳﺘﺄﺳﺲ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻔﻮﻳﺾ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻲ ﻭﺗﺘﺸَﺮﻋَﻦ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺑﺮﻟﻤﺎﻥ ﻣُﻨﺘﺨﺐ ﻭﻣُﺸﺮﻉ ﻟﻪ ﺣﻖ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﻭﺳﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﻭﻓﻘﺎً ﻟﻠﺘﺨﻮﻳﻞ ﻋﺒﺮ ﺻﻨﺎﺩﻳﻖ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﻉ، ﻓﻤﺎ ﻳﺤﺪُﺙ ﺍﻷﻥ ﻻ ﺃﺳﺎﺱ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺩﺳﺘﻮﺭٍ ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﺍﻵﻥ، ﻭﻫﺬﺍ ﺳﻴﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﺴﻒ ﺍﻟﻤُﺘﻌﻤّﺪ ، ﻭﻻﺕ ﺣﻴﻦ ﻣﻨﺪﻡ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺨﺘﻠﻂ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ﻭﻳﺴﺘﻌﺼﻲ ﺍﻟﺤﻞ ﻭﺗﻨﻌﺪﻡ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ .
ﺗﻘﻊ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺭﺋﻴﺲ ﻭﺃﻋﻀﺎﺀ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﻭﻫﻢ ﻳﺴﺘﺸﻌﺮﻭﻥ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﻭﺍﺟﺒﺎﺗﻬﻢ ﺃﻣﺎﻡ ﻭﻃﻦ ﻳﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﺘﻘﻄﻴﻊ ﺑﺄﻧﺼﺎﻝ ﻭﺃﺳﻨﺔ ﺍﻟﺮﻣﺎﺡ، ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺃﺧﻄﺎﺀ ﺑﺎﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﺭﺗُﻜﺒﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻭﺣﺎﺿﻨﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻭﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻃﻼﺏ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﻭﻧﺸﺮ ﺍﻟﺴﻤﻮﻡ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺗﻠﻮﻳﺚ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺇﻳﺼﺎﻝ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺇﻟﻰ ﺃﻋﻠﻰ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﻐﻠﻴﺎﻥ ﻭﺍﻻﺣﺘﻘﺎﻥ، ﻓﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﻤُﻜﻮّﻥ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻓﻴﻪ ﻟﺪﻳﻪ ﻗﺪﺭﺓ ﻭﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺩﺭﺍﻳﺔ ﻭﺗﺠﺮﺑﺔ ﺑﻤﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻣﻦ ﺗﺮﺩٍّ ﻭﺗﺪﺍﻉٍ ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ ﺍﻟﺘﺪﺧُّﻞ ﺍﻟﻔﻮﺭﻱ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺤﻞ ﺍﻟﻜﺎﺭﺛﺔ

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد