ﻋﻨﺰ ﺍﻟﺴﻮﻕ !!

ﺣﺎﻃﺐ ﻟﻴﻞ

ﺩ . ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻄﻴﻒ ﺍﻟﺒﻮﻧﻲ
ﻋﻨﺰ ﺍﻟﺴﻮﻕ !!

‏) 1 ‏(
ﻓﻲ ﺃﻱِّ ﺳُﻮﻕ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ ﺍﻟﺮﻳﻔﻴﺔ ﻳُﻮﺟﺪ ﺭﻛﻦٌ ﺧﺎﺹٌ ﺑﺎﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ، ﺣﻴﺚ ﺗﺘﻢ ﻋﻤﻠﻴﺘﺎ ﺍﻟﺒﻴﻊ ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺀ ﻟﻠﺒﻬﺎﺋﻢ ﻛَﺎﻓّﺔ ﻣﻦ ﻣﻌﻴﺰ ﻭﺗﻴﻮﺱ ﻭﺧِﺮَﺍﻑ ﻭﻧِﻌﺎﺝ ﻭﺃﺑﻘﺎﺭ ﻭﻓﻲ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺇﺑﻞ، ﻭﻳﺘﻮﻗّﻒ ﺳﻌﺮ ﺍﻟﺒﻬﻴﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻮﻋﻬﺎ ﻭﺣﺠﻤﻬﺎ ﻭﻋُﻤﺮﻫﺎ، ﺃﻣّﺎ ﺍﻟﻌُﻤﺮ ﻓﻴُﻌﺮﻑ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻷﺳﻨﺎﻥ، ﻋﻠﻴﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻟﻤُﺸﺘﺮﻱ ﺃﻭ ﻣﻦ ﻳﻨﻮﺏ ﻋﻨﻪ ﺃﻭ ﺭﺑﻤﺎ ﺍﻟﺒﺎﺋﻊ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻔﺘﺢ ﻓَﻢ ﺍﻟﺒﻬﻴﻤﺔ ﻹﺑﺮﺍﺯ ﻋُﻤﺮﻫﺎ ﻭﻗﺪ ﻻ ﺗﺘﻢ ﺍﻟﻤُﺒﺎﻳﻌﺔ ﺭﻏﻢ ﺫﻟﻚ !! ﻓﻴﺤﻀﺮ ﺁﺧﺮ ﻭﻳﺘﻢ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻔﻢ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻗﺪ ﺗﺘﻜﺮّﺭ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤَﺮّﺍﺕ، ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻥّ ﺍﻟﻤﻌﻴﺰ ﻫﻲ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺫﻛﺎﺀً، ﻓﻐﺎﻟﺒﺎً ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻔﺘﺢ ﻓﻤﻬﺎ ﺑﻤُﺠَﺮّﺩ ﻣُﺮﻭﺭ ﺷَﺨﺺٍ ﺑﺎﻟﻘُﺮﺏ ﻣﻨﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻣُﺠﺮّﺩ ﻋﺎﺑﺮ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﻟﺪﻳﻪ ﻧِﻴّﺔ ﺷﺮﺍﺀ، ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ ﻋﻨﺰ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻳُﻀﺮﺏ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢّ ﺗﻌﻠﻴﻤﻬﺎ ﺇﻳّﺎﻫﺎ ﺭﻏﻤﺎً ﻋﻨﻬﺎ !!
ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻳُﻘﻮﻝ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺃﺻﺒﺤﻨﺎ ﻣﺜﻞ ﻋﻨﺰ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻓﻬﻮ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻧّﻨﺎ ﻧﻘﻮﻡ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺎً ﻷﻧﻨﺎ ﺃُﺟﺒﺮﻧﺎ ﻟﻠﺘﻌﻮُّﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ .
‏) 2 ‏(
ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻷﺭﺑﻌﺎﺀ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻭﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﺭﺣﻠﺘﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ، ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺮﺑﺔ ﺷﺮﻃﺔ ﻣُﺮﻭﺭ ﺗﻘﻒ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻗﺒﺎﻟﺔ ﻗﺮﻳﺔ ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﺮ ﺍﻟﻮﺭّﺍﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﻨﻬﺎ ﻋَﺪَﺩٌ ﻣِﻦ ﺭِﺟَﺎﻝ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ، ﻭﺍﺣﺪٌ ﻣﻨﻬﻢ ﻛَﺎﻥَ ﻳﻘﻒ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻋﻠﻰ ﺑُﻌﺪ ﻋﺪﺓ ﺃﻣﺘﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ، ﻓﺒﻤﺠﺮّﺩ ﺍﻗﺘﺮﺍﺑﻨﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﻫﺪّﺃﻧﺎ ﺍﻟﺴﺮﻋﺔ ﻭﺗَﺤَﺴّﺴﺖ ﺍﻟﺤﺰﺍﻡ ﻭﺍﻟﺮُّﺧﺼﺔ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻣﻨﻪ، ﻭﺗﻬﻴّﺄﺕ ﻟﻠﻨﺰﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻟﻢ ﻳُﺆﺷِّﺮ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﺸﺮﻃﻲ ﺑﺎﻟﻮﻗﻮﻑ، ﺑﻞ ﺃﺷّﺮ ﻟﻨﺎ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻟﻨﺰﻭﻝ ﻭﻣُﻮﺍﺻﻠﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮ، ﻓﻀﺤﻜﻨﺎ ﻭﺗﺄﻛّﺪﻧﺎ ﺑﺄﻧّﻨﺎ ﺃﺻﺒﺤﻨﺎ ﻣﻌﻴﺰ ﺳُﻮﻕ !! ﻭﻟﻠﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺜﺒﺖ ﺗﻮﻗّﻔﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺑُﻌﺪ ﺣﻮﺍﻟﻲ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻣﺘﺮﺍً ﻣﻨﻬﻢ ﻭﺃﺧﺬﻧﺎ ﻧُﺮﺍﻗﺐ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ، ﻓﺄﻛﺎﺩ ﺃﺟﺰﻡ ﺃﻥّ ﻛﻞ ﺍﻟﻌﺮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻫﺪّﺃﺕ ﺍﻟﺴﺮﻋﺔ ﺑﻤُﺠﺮّﺩ ﺭﺅﻳﺔ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ، ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻥّ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺠﺮّﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﺰﺣﻒ ﻳﻤﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﺼﻒ !!
‏) 3 ‏(
ﻳﺎ ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ، ﻭﻳﺎ ﺳﻴﺎﺩﺓ ﻣﺪﻳﺮ ﺷﺮﻃﺔ ﺍﻟﻤُﺮﻭﺭ، ﻫﻞ ﻳُﺮﺿﻴﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺗﺘﻢ “ ﺣﻴﻮﻧﺔ ” ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ؟ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻛﺜﺎﺭ ﻣﻦ ﻧﻘﺎﻁ ﺍﻟﺘﻮﻗُّﻒ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻤُﺮﻭﺭ ﺍﻟﺴّﺮﻳﻊ ﺧَﺎﺻّﺔً ﻃﺮﻳﻖ “ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ – ﻣﺪﻧﻲ ” ؟ ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﻟﻤُﺘﻨﻘِّﻠﺔ ﻛﻞ ﻳﻮﻡٍ ﻻ ﺑﻞ ﻛﻞ ﻋﺪﺓ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥٍ؟ ﺃﻳﻦ ﺍﻟﺒﺮﺍﺀﺓ ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ؟ ﻓﺎﻷﺻﻞ ﻓﻲ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻹﺑﺎﺣﺔ ﻭﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﻓﺄﻱِّ ﺳﻴّﺎﺭﺓ ﺗﺴﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺩُﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺒﺪﺭ ﻣﻨﻬﺎ ﻣُﺨﺎﻟﻔﺔ ﻣﻦ ﺣﻘﻬﺎ ﺃﻥ ﺗُﻮﺍﺻﻞ ﺳﻴﺮﻫﺎ، ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻳﺘﻢ ﺗﻮﻗﻴﻔﻬﺎ ﻭﺗﻔﺘﻴﺶ ﻧَﻮﺍﻗﺼﻬﺎ ﻟﺘﺼﻞ ﻣﺮﺣﻠﺔ ‏) ﺃﻛﺎﻧﺖ ﻃﺎﺭﺕ ﻏﻨﻤﺎﻳﺔ ‏( ، ﺧَﺎﺻّﺔً ﺍﻟﻌﺮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻞ ﺍﻟﻤُﻨﺘﺠﺎﺕ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﻴﺔ .
ﻭﺍﻷﻫﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺃﻳﻦ ﺍﻟﺘﻘﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ؟ ﻛﻞ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳَﻌﻤﻞ ﺑﻤُﺮﺍﻗﺒﺔ ﺍﻟﻄُﺮﻕ ﻋﻦ ﻃَﺮﻳﻖ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﺮﺍﺩﺍﺭﻳﺔ، ﺣﻴﺚ ﺗﻀﺒﻂ ﺍﻟﻤُﺨﺎﻟﻔﺔ ﻭُﺗﺴﺠِّﻞ ﻧﻤﺮﺓ ﺍﻟﺴّﻴّﺎﺭﺓ ﻟﺘﺪﻓﻊ ﺍﻟﻤُﺨﺎﻟﻔﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺘﺮﺧﻴﺺ ‏) ﺣﻜﺎﻳﺔ ﺩﺍﻳﺮﻳﻦ ﺣﻘّﻨﺎ ﺣﺪﻳﺪﺓ ﺩِﻱ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺧﻠُّﻮﻫﺎ ﻣﻦ ﺯﻣﺎﺍﺍﺍﻥ !!)
‏) 4 ‏(
ﺇﻥّ ﻗﻄﺎﻉ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ، ﻷﻧﻪ ﻳﻤﺜﻞ ﺩَﻭﺭ ﺍﻟﺸﺮﻳﺎﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﻳُﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺳُﻮﺀ ﺍﻟﻄُﺮﻕ ﻭﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺃﺳﻌﺎﺭ ﺍﻻﺳﺒﻴﺮﺍﺕ ﻭﺃﺯﻣﺎﺕ ﺍﻟﻮﻗﻮﺩ ﻭﻛَﺜﺮﺓ ﺍﻟﺠﺒﺎﻳﺎﺕ ﻭﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﺘﻮﻗُّﻒ، ﻓﺎﻟﻌﺸﻢ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺷُﺮﻃﺔ ﺍﻟﻤُـﺮﻭﺭ ﻣﻦ ﻣُﻌﻴﻨﺎﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺑﺘﻘﻠﻴﻞ ﺍﻟﺘﻮﻗُّﻒ، ﻓﺎﻟﺸﺮﻃﺔ ﺗَﻌﻠﻢ ﻛﻤﻴﺔ ﺍﻟﻮﻗﻮﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﻭﺡ ﻫﺒﺎﺀً ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﻗﻔﺎﺕ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ، ﻭﺗَﻌﻠﻢ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳُﺼﻴﺐ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺻﻼً ﺣﺎﻟﺘﻬﺎ ﺗﺸﻔﻖ .. ﺧﻠُّﻮﻧﺎ ﻣﻦ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﺍﻟﺰﻣﻦ، ﻓﺎﻟﺰﻣﻦ ﻻ ﻗﻴﻤﺔ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺳُﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﺠﻦ ﺩﺍ