صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ﻣﻦ ﻭﺣﻲ ﺗﺴﺮﻳﺐ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ .. ﺷﻠﺔ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺒﺎﺋﺪﺓ

11

ﺑﺸﻔﺎﻓﻴﺔ

ﺣﻴﺪﺭ ﺍﻟﻤﻜﺎﺷﻔﻲ
ﻣﻦ ﻭﺣﻲ ﺗﺴﺮﻳﺐ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ .. ﺷﻠﺔ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺒﺎﺋﺪﺓ

ﻗﻴﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺀ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻳﻘﺮﺭﻭﻥ ﻓﻲ ﻣﺼﺎﺋﺮ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻭﻳﻘﺮﻭﻥ ﺳﻴﺎﺳﺎﺗﻬﺎ ﻭﺗﻮﺟﻬﺎﺗﻬﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﺇﺳﻤﺎً، ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻫﻢ ﺍﻟﺤﺎﻛﻤﻴﻦ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﻴﻦ ﻟﻠﺒﻼﺩ ﺃُﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﺴﻤﻰ ‏( ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻻﺭﺑﻌﻴﻨﻲ ‏) ، ﻭﺭﻭﻳﺪﺍً ﺭﻭﻳﺪﺍً ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﺗﻀﻴﻖ ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺿﻴﻘﻬﺎ ﺳﻌﺔ ﻭﺗﻮﺳﻊ ﻟﻤﻦ ﻇﻠﻮﺍ ﺩﺍﺧﻠﻬﺎ ﻓﺎﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﻔﻜﺮ ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ ﻣﺤﻤﺪ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺣﺎﺝ ﺣﻤﺪ ﺍﺳﻢ ‏( ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ ‏) ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺯﻳﻦ ﺍﻟﻌﺎﺑﺪﻳﻦ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﻌﺮﻳﻖ ﻭﺍﻻﺻﻴﻞ ﻭﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﺍﻷﺷﻬﺮ ﻓﻘﺪ ﺃﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺴﻤﻰ ‏( ﺍﻟﺸُﻠّﺔ ‏) ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻥ ﻋﺪﺩ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸُﻠّﺔ ﺍﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﻳﺘﺮﺍﻭﺡ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺧﻤﺴﺔ ﺇﻟﻰ ﺳﺘﺔ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺴﻤﻴﻬﻢ ﻭﻃﺎﻟﺐ ﺑﺘﻐﻴﻴﺮ ﻧﻤﻂ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺸﻠﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺳﺎﺋﺪﺍ، ﻭﻟﻢ ﻳﺘﺮﻙ ﺩﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻧﺼﻴﺐ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻼﻓﺘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻠﻮ ﺩﺍﺭﻩ، ﻭﻟﻢ ﻳﺘﺮﻙ ﻟﻜﻞ ﻫﻴﻞ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺍﺕ ﻭﻫﻴﻠﻤﺎﻥ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺳﻮﻯ ﺣﻖ ﺍﻟﺒﺼﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻘﺮﺭﻩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻠﺔ، ﻭﺭﻏﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻭﺍﻟﺨﻄﻴﺮ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺸﻠﺔ ﺍﻟﻘﺎﺑﻀﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻳﻬﻢ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺟﺪﺍً ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺤﻜﻤﻮﻧﻪ ﺑﺤﻖ ﻭﺣﻘﻴﻘﺔ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺩﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺗﻤﻨّﻊ ﻋﻦ ﺫﻛﺮ ﺃﻱ ﺇﺳﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻔﺮﺿﻴﺔ ﺃﻧﻬﻢ ﻣﻌﺮﻭﻓﻮﻥ، ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻨﻲ ﺷﺨﺼﻴﺎً ﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﺃﻋﺮﻓﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻴﻘﻴﻦ، ﻛﺎﻥ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ ﻓﻘﻂ ﺃﻥ ﺃﺧﻤﻦ ﺃﻥ ﻓﻼﻥ ﻭﻋﻼﻥ ﻭﻓﻠﺘﻜﺎﻥ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻠﺔ، ﻭﻟﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﺳﻴﺒﻘﻰ ﻣﺤﺾ ﺗﺨﻤﻴﻦ ﻗﺪ ﻳﺼﺪﻕ ﻛﻠﻪ ﺃﻭ ﻳﺨﻴﺐ ﻛﻠﻪ، ﺃﻭ ﻗﺪ ﻳﺼﺪﻕ ﺑﻌﻀﻪ ﻭﻳﺨﻄﻲﺀ ﺑﻌﻀﻪ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﻓﻲ ﻛﻠﺘﺎ ﺍﻟﺤﺎﻟﺘﻴﻦ ﺗﻈﻞ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻴﻘﻴﻨﻴﺔ ﻏﺎﺋﺒﺔ، ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺘﻴﻘﻦ ﻣﻨﻪ ﻣﺜﻼً ﺃﻥ ﻓﻼﻥ ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻪ ﺷﻐﻞ ﻓﻰ ﻓﺘﺮﺓ ﻣﻨﺼﺐ ﺍﻟﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻟﻴﺲ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﻻ ﻏﻨﺪﻭﺭ ﻭﻻ ﻣﻨﺪﻭﺭ ﺩﻋﻚ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﺭ ﻭﻧﻬﺎﺭ، ﺑﻞ ﺃﻥ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻭﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻤﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺘﺸﺪ ﺑﻬﻢ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻭﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻛﻨﺎ ﻧﻈﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺤﻞ ﻭﺍﻟﻌﻘﺪ ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻭﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻛﻠﻬﺎ ﺧﺎﺭﺝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻠﺔ ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ ﺟﺪﺍً ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﻋﺪﺩ ﺃﻓﺮﺍﺩﻫﺎ ﺍﻟﺴﺘﺔ، ﺣﺴﻨﺎً، ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺣﻜﻤﻮﻧﺎ ﻫﻢ ﻓﻘﻂ ﺳﺘﺔ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﻓﻲ ﺃﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻭﺃﻃﻠﻘﻨﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﺴﻤﻰ ﺍﻟﺸﻠﺔ ﺍﻟﺤﺎﻛﻤﺔ، ﻓﻤﺎﺫﺍ ﺑﻘﻰ ﻣﻦ ﺗﻮﺻﻴﻒ ﻟﺒﻘﻴﺔ ﺍﻟﺤﺸﺪ ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻧﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻣﺴﻤﻰ ‏( ﺍﻟﺮﻭﺍﻓﻊ ‏) ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻫﻢ ﻣﻦ ﻳﻠﻮﻥ ﺍﻟﺸﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺗﺒﺔ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻡ، ﻭﺍﻟﺒﻘﻴﺔ ‏( ﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻴﺮ ﻭﻻ ﺍﻟﺒﻌﻴﺮ ‏) ، ﺟﻤﺎﻋﺔ ‏( ﻃﺎﻃﺎ ﻗﺎﻡ ﻃﺎﻃﺎ ﻧﺎﻡ ‏) ﺃﻭ ﺑﺎﻷﺣﺮﻯ ﻧﺎﺱ ‏( ﻗﺎﻡ ﺑﺠﻤﺎﻋﺘﻮ ﻭﻗﻌﺪ ﺑﺠﻤﺎﻋﺘﻮ ‏) .. ﺍﻟﺸﺎﻫﺪ ﻫﻨﺎ ﻟﻴﺲ ﻫﻮ ﺻﺤﺔ ﺃﻭ ﻋﺪﻡ ﺻﺤﺔ ﺭﻗﻢ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺸﻠﺔ، ﻭﻫﻞ ﻫﻢ ﺳﺘﺔ ﺃﻡ ﺳﺘﻴﻦ، ﺍﻟﺸﺎﻫﺪ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﻜﻢ ﻭﻳﺴﺎﺱ ﻧﺎﺳﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻤﻂ ﻭﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺸﻠﺔ ﺑﻘﻨﺎﻋﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ‏( ﺍﻟﺸﻠﻠﻲ ‏) ﻫﻮ ﺍﻻﻧﺴﺐ ﻻﺩﺍﺭﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺑﻤﺎ ﻳﻮﻓﺮﻩ ﻟﻠﺸﻠﺔ ﺍﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﻣﻦ ﻣﻴﺰﺍﺕ ﺍﻟﺘﺂﻟﻒ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﻫﻢ ﺑﻴﻦ ﺃﻓﺮﺍﺩﻫﺎ ﻣﻤﺎ ﻳﺴﻬﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﻭﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﻭ ‏( ﺯﻳﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻬﻢ ‏) ، ﻭﻟﻌﻠﻪ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻛﺎﻥ ﺷﻌﺎﺭ ‏( ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﻐﺘﻐﺘﺔ ﻭﺍﻟﺪﺳﺪﻳﺲ ‏) ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻣﻦ ﺃﺷﻬﺮ ﺷﻌﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ، ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺸﻠﻠﻴﺔ ﺍﻟﺒﺎﺋﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﻔﺘﻘﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺮﺍﻗﺒﺔ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﺳﺒﺔ ﻭﻓﻴﻪ ﺇﻫﺪﺍﺭ ﻟﻠﻜﻔﺎﺀﺍﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺃﻭ ﺗﻮﻇﻴﻔﻬﺎ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺸﻠﻠﻴﺔ ﺗﻔﺘﻘﺪ ﺍﻟﺪﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺗﻘﻮﻡ ﺃﺳﺎﺳﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﻭﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﻌﻤﻞ … ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻋﺰﺍﺅﻧﺎ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀ ﺃﻻ ﺗﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﺟﺪﺍً ﺍﻟﺬﻱ ﺫﻛﺮﻧﺎﻩ ﻋﻦ ﻣﺴﺎﻭﺉ ‏( ﺍﻟﺸﻠﺔ ‏) ﺃﻧﻨﺎ ﻓﻌﻼً ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﻜﻤﻨﺎ ﺷﻠﺔ ﻓﺎﺳﺪﺓ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭﻣﻔﺴﺪﺓ ﻟﻐﻴﺮﻫﺎ ..

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد