صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ﻧﻔﺎﻳﺎﺕ ﻧﻮﻭﻳﺔ .. ﻳﺎ ﻟﻠﻬﻮﻝ

15

ﺑﺸﻔﺎﻓﻴﺔ

ﺣﻴﺪﺭ ﺍﻟﻤﻜﺎﺷﻔﻲ
ﻧﻔﺎﻳﺎﺕ ﻧﻮﻭﻳﺔ .. ﻳﺎ ﻟﻠﻬﻮﻝ

ﻓﻲ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﺍﻥ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﺼﺪﺩ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻟﺠﺎﻥ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺣﻮﻝ ﺩﻓﻦ ﻧﻔﺎﻳﺎﺕ ﻧﻮﻭﻳﺔ ﺑﻌﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ، ﺍﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻓﻲ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ ﺳﺒﻖ ﺃﻥ ﺃﺛﻴﺮﺕ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺒﺎﺋﺪ، ﻭﺗﺄﺗﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﻄﻮﺓ ﻋﻄﻔﺎً ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺭﺍﺝ ﻋﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﻘﺒﺮﺓ ﻧﻔﺎﻳﺎﺕ ﻧﻮﻭﻳﺔ ﻭﻃﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ 30 ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮ ﺑﺎﻟﺮﻳﻒ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻡ ﺩﺭﻣﺎﻥ، ﻭﺗﺸﻴﺮ ﺑﻌﺾ ﺍﻻﺗﻬﺎﻣﺎﺕ ﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻉ ﻭﺩﺍﺩ ﺑﺎﺑﻜﺮ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺗﻤﺘﻠﻚ %50 ﻣﻦ ﺍﺭﺍﺿﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻭﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﻤﺎﺩ ﺍﻟﻴﻮﺭﻳﺎ ﺍﻟﻤﺤﺮﻡ ﻋﺎﻟﻤﻴﺎً، ﻭﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ ﻭﺍﻟﻰ ﺍﻥ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﻟﺠﺎﻥ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻤﺰﻣﻊ ﺗﻜﻮﻳﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻔﺎﻳﺎﺕ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﻨﻔﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﺨﻄﺮﺓ ﺗﻈﻞ ﻫﺎﺟﺴﺎً ﻭﺗﺒﻘﻰ ﺣﺎﺿﺮﺓ ﺑﻘﻮﺓ ﻭﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺗﺜﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﻗﻠﻖ ﻭﻣﺨﺎﻭﻑ ﺗﺴﺘﺪﻋﻲ ﻣﻨﺎ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎً ﻭﺣﻜﻮﻣﺔً ﺍﻟﺘﺤﻠﻲ ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﻴﻘﻈﺔ ﻭﺍﻟﺤﺬﺭ، ﻟﺪﺭﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻄﺮ، ﻭﺗﺠﻨﻴﺐ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﺷﺮﻭﺭﻩ ﺍﻟﻤﺴﺘﻄﻴﺮﺓ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﺪﻳﻖ ﺍﻟﻤﺪﻳﺮ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﺍﻟﺬﺭﻳﺔ ﺃﻋﻠﻦ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﺳﺎﺑﻖ ﻋﻦ ﺩﺧﻮﻝ 60 ﺣﺎﻭﻳﺔ ﻣﻮﺍﺩ ﺧﻄﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺗﺸﻴﻴﺪ ﺳﺪ ﻣﺮﻭﻱ، ﺩﻓﻨﺖ ﻣﺤﺘﻮﻳﺎﺕ 40 ﻣﻨﻬﺎ ﻗﺮﺏ ﺍﻟﺴﺪ، ﻭﺗﻢ ﺭﻣﻲ ﻣﺤﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟـ 20 ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﺀ، ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻣﺪﻳﺮ ﻭﺣﺪﺓ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﺴﺪﻭﺩ ﻧﻔﻰ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺩﺧﻮﻝ ﺃﻳﺔ ﺣﺎﻭﻳﺎﺕ ﺃﻭ ﻣﻮﺍﺩ ﺿﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ..
ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﺸﻜﻮﻙ ﺣﻮﻝ ﺩﺧﻮﻝ ﻧﻔﺎﻳﺎﺕ ﺫﺭﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻫﻮ ﻣﺎ ﺃﺛﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﺗﻬﺎﻡ ﺣﻮﻝ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﻗﻴﻞ ﺃﻧﻪ ﺗﻢ ﺳﺮﺍً ﺑﻴﻦ ﻧﻈﺎﻡ ﻣﺎﻳﻮ ﻭﺍﻷﻣﻴﺮﻛﺎﻥ، ﻭﺳﻤﺢ ﺑﻤﻮﺟﺒﻪ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﻠﺜﺎﻧﻲ ﺑﺪﻓﻦ ﻛﻤﻴﺎﺕ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﺬﺭﻳﺔ ﺑﺼﺤﺎﺭﻱ ﺷﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﻘﺼﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﺴﻴﺔ، ﻭﻗﺪ ﻇﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺗﻬﺎﻡ ﻣﻌﻠﻘﺎً ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﺃﺛﻴﺮ ﺃﻭﻝ ﻣﺮﺓ، ﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﻧﻔﻴﻪ ﻧﻔﻴﺎً ﻗﺎﻃﻌﺎً ﻳﻘﻄﻊ ﺩﺍﺑﺮ ﺍﻟﺘﻬﻤﺔ ﺑﻼ ﺭﺟﻌﺔ، ﻛﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﺇﺛﺒﺎﺗﻪ ﺑﺎﻟﺪﻟﻴﻞ ﺍﻟﻘﺎﻃﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻄﻊ ﻗﻮﻝ ﻛﻞ ﻣﺘﺸﻜﻚ ﻓﻲ ﺻﺤﺘﻪ، ﻭﻇﻞ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻫﻜﺬﺍ ﻓﻲ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﺑﻴﻦ ﻣﻨﺰﻟﺘﻴﻦ، ﺍﻟﺸﻚ ﻭﺍﻟﻴﻘﻴﻦ، ﻳﺘﺠﺪﺩ ﺍﻻﺗﻬﺎﻡ ﻣﺮﺓ ﻭﻳﺘﻢ ﻧﻔﻴﻪ ﻣﺮﺓ، ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ﺍﻟﺴﺠﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻮﺍﻝ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺑﺎﻏﺘﺘﻨﺎ ﻗﺒﻞ ﻋﺪﺓ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺼﺤﻒ ﺑﺨﺒﺮ ﻳﺠﻠﺠﻞ، ﻳﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻐﺎﻣﺮﻳﻦ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﺜﺮﺍﺀ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺘﻨﻘﻴﺐ ﻋﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻓﻲ ﺻﻴﺎﺻﻲ ﻭﺻﺤﺎﺭﻱ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻗﺪ ﻋﺜﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺸﺘﺒﻪ ﻓﻲ ﺃﻧﻪ ﻧﻔﺎﻳﺎﺕ ﻟﻤﻮﺍﺩ ﺧﻄﺮﺓ ﻳﺬﻫﺐ ﺍﻟﺸﻚ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﻧﻔﺎﻳﺎﺕ ﻧﻮﻭﻳﺔ، ﻭﻳﻌﺰﺯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻜﻮﻙ ﺃﻧﻬﺎ ﻭﺟﺪﺕ ﺩﺍﺧﻞ ﺑﺮﺍﻣﻴﻞ ﻣﻌﺪﻧﻴﺔ ﻻ ﺗﺸﺒﻪ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﻴﻞ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ، ﻣﻄﻤﻮﺭﺓ ﻭﻣﺪﻓﻮﻧﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﻤﻘﺒﺮﺓ ﻓﻲ ﺻﺤﺮﺍﺀ ﺍﻟﻌﺘﻤﻮﺭ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ، ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﻣﺎﺋﺔ ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮ ﺷﺮﻗﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺃﺑﻮ ﺣﻤﺪ، ﻭﻟﻢ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻔﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﺨﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺣﺪﻫﺎ، ﺑﻞ ﻇﻞ ﻳﺘﺮﺩﺩ ﻫﻨﺎ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﻴﻨﺔ ﻭﺍﻷﺧﺮﻯ، ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﺛﻴﺮ ﻋﻦ ﺩﻓﻦ ﻧﻔﺎﻳﺎﺕ ﺳﺎﻣﺔ ﺑﺴﻨﺎﺭ، ﻭﻗﺒﻠﻬﺎ ﺑﻌﺪﺓ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺃﺛﻴﺮﺕ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺤﻮﺍﺳﻴﺐ ‏( ﺍﻹﺳﻜﺮﺍﺏ ‏) ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﺃﻳﻀﺎً ﺣﻜﺎﻳﺔ ﺁﻻﻑ ﺍﻷﻃﻨﺎﻥ ﻣﻦ ﻓﻀﻼﺕ ﺍﻷﻏﺎﺭﻳﻖ ﻭﻣﺎ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺳﺒﻴﻠﻴﻬﻢ، ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻘﻠﻮﻫﺎ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻟﺘﺤﻂ ﺭﺣﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻮﺭﺗﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻛﺬﻟﻚ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﻨﻔﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﻄﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺩﻓﻨﻬﺎ ﺑﺨﻼﺀ ﺷﻤﺎﻝ ﺃﻡ ﺩﺭﻣﺎﻥ، ﻭﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﻭﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺎ ﺍﻟﻤﺆﺳﻔﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻤﺎ ﻟﻢ ﻧﺬﻛﺮﻩ، ﺗﻔﺮﺽ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻔﺘﺢ ﺑﺼﺮﻧﺎ ﻭﺑﺼﺎﺋﺮﻧﺎ ﻣﺨﺎﻓﺔ ﺃﻥ ﻧﺆﺧﺬ ﺑﺎﻹﻏﺮﺍﺀ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﻦ ﻏﺮّﺓ، ﻓﺎﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﺘﺨﻢ ﺑﻨﻔﺎﻳﺎﺕ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺍﻷﻧﻮﺍﻉ، ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ، ﻇﻞ ﺩﺍﺋﺐ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﺪﺍﻓﻦ ﻟﻬﺎ ﺧﺎﺭﺝ ﺃﺭﺍﺿﻴﻪ ..
ﺍﻟﺠﺮﻳﺪﺓ

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد