صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ﻭﺻﺎﻓﻴﺎً ﻛﺄﻧﻪ ﺣﺪﺍﺀ ﻋﻨﺪﻟﻴﺐ !!…

16

ﺍﻣﺎ ﻗﺒﻞ

ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﺮﺯﻳﻘﻲ
ﻭﺻﺎﻓﻴﺎً ﻛﺄﻧﻪ ﺣﺪﺍﺀ ﻋﻨﺪﻟﻴﺐ !!…

” ﺃ ”
ﻣﺜﻞ ﻓﺮﺍﺷﺔ ﻋﻤﻴﺎﺀ ﺗﺤﺘﺮﻑ ﺍﻟﺘﺂﻛﻞ ﻭﺍﻟﺰﻭﺍﻝ، ﻛﺎﻧﺖ ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﺤﺮﺍﺯ، ﺗﺒﻜﻲ ﻭﺣﺪﻫﺎ ﻭﺗﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺟﺬﻋﻬﺎ ﺍﻟﻀﺨﻢ ﺍﻟﺠﺎﻑ ﻭﺃﻭﺭﺍﻗﻬﺎ ﺍﻟﻴﺎﺑﺴﺔ ﻗﺮﺍﺑﻴﻦ ﻣﺬﺑﻮﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺼﺐ ﺍﻟﺨﺮﻳﻒ ﺍﻟﻐﺰﻳﺮ ﺍﻷﻣﻄﺎﺭ، ﻭﺗﺘﺄﺑﻰ ﻏﺼﻮﻧﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﺃﻥ ﺗﺮﻧﻮ ﻭﻟﻮ ﻟﻠﺤﻈﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ، ﻟﺨﺮﻳﺮ ﺍﻟﺨﻴﺮﺍﻥ ﻭﺍﻟﻮﺩﻳﺎﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺪﻟﻖ ﻭﺗﺠﺮﻱ ﺑﻘﻮﺓ ﻣﻦ ﺃﻋﻠﻰ ﺟﺒﻞ ﻣﺮﺓ ﻣﺘﺠﻬﺔً ﻏﺮﺑﺎً ﻧﺤﻮ ﺯﺍﻟﻨﺠﻲ ﻭﺩﻫﺐ ﺷﺮﻭ ﻭﻭﺍﺩﻱ ﺃﺯﻭﻡ …
ﻗﺼﺔ ﺍﻟﺤﺮﺍﺯ ﻭﺍﻟﻤﻄﺮ ﻭﺍﻷﺳﻄﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﺎﺋﺴﺔ، ﻻ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﻧﻔﻮﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﺮ ﺍﻟﺴﺤﺎﺏ ﻭﻫﺪﻳﺮ ﺍﻟﺮﻋﻮﺩ ﻭﺷﻬﻘﺔ ﺍﻟﺒﺮﻕ ﺍﻟﺨﺎﻃﻒ ﻭﺯﺧﺎﺕ ﺍﻟﻤﻄﺮ ﺍﻟﻌﻨﻴﻒ !… ﻓﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﻭﺍﻟﺴﺤﺎﺑﺔ ﺍﻟﺮﺍﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﻋﻤﻖ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺨﻴﺎﻝ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﺍﻟﻠﻄﻴﻒ ﻭﺣﻜﺎﻳﺎﺕ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻬﺎ ﻳﺘﺴﺎﻣﺮﻭﻥ ﻭﻳﺘﺴﻠﻞ ﺍﻟﻨﻌﺎﺱ ﻷﻋﻴﻨﻬﻢ ﺍﻟﺒﺮﻳﺌﺔ .…
ﺗﻨﺘﺸﺮ ﺃﺷﺠﺎﺭ ﺍﻟﺤﺮﺍﺯ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﻣﻦ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺯﺍﻟﻨﺠﻲ ﻭﻣﺎ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﻭﻭﺍﺩﻱ ﺻﺎﻟﺢ ﻭﻣﻨﺎﻃﻖ ﺟﺒﻞ ﻣﺮﺓ ﺷﻤﺎﻻً ﻭﺟﻨﻮﺑﺎً ﻭﺷﺮﻗﺎً ﻭﻏﺮﺑﺎً ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﺗﺠﺎﻩ ﻳﺘﺒﺎﻋﺪ ﻋﻦ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﺍﻟﻌﺠﻴﺐ …
ﻭﺯﺍﻟﻨﺠﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﻭﺍﻟﻮﺩﻳﺎﻥ ﻭﺍﻟﺸﺠﺮ ﺍﻟﻜﺜﻴﻒ، ﺗﻔﻚ ﻭﺣﺪﻫﺎ ﺍﻟﻄﻼﺳﻢ ﻭﺗﺪﺭﻱ ﻣﺎ ﻭﺭﺍﺀ ﻏﻮﺍﻣﺾ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ .. ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻣﻦ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ، ﺗﺰﺣﻒ ﻛﻤﺎ ﺟﺤﺎﻓﻞ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﺍﻟﺸﻤﺴﻲ ﺍﻟﺴﺎﻃﻊ ﺗﺸﺮﺏ ﺍﻟﻈﻼﻝ ﻭﺗﺴﺘﺴﻘﻲ ﺍﻟﻐﻤﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﻄﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ..
“ ﺏ ”
ﻓﻲ ﺧﺮﻳﻒ ﺑﻬﻲ ﺻﺎﺧﺐ ﺗﻌﻮﻱ ﻓﻴﻪ ﻣﺰﺍﺭﻳﺐ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺗﻬﺪﺭ ﺍﻟﺮﻋﻮﺩ، ﺃﺗﻰ ﻋﻴﺪ ﺍﻟﻔﻄﺮ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ، ﻭﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﺍﻟﻔﺆﺍﺩ ﺗﺼﺤﻮ ﻋﻠﻰ ﻣﻄﺮ ﻭﺗﻨﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﻭﺳﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺧﺮﻳﺮ، ﻭﻭﺍﺩﻱ ‏» ﺍﺭﻳﺒﻮ ‏« ﻳﻌﻠﻮ ﺗﺼﺨﺎﺑﻪ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ﻛﻐﻮﻝ ﻳﺪﻭﻱ ﺑﺼﻮﺗﻪ ﻓﻴﻤﻸ ﺍﻷﺟﺎﻡ ﻭﺍﻵﻛﺎﻡ ﺗﺮﺩﺩ ﺻﺪﺍﻩ ﺃﻓﺎﻕ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ..
ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻳﻮﻟﺞ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ، ﻭﺍﻟﻨﺠﻢ ﻳﻐﻴﺐ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺴﺤﺎﺏ، ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ ﺗﺎﻩ ﻓﻲ ﺑﻴﺎﺭﻕ ﺍﻟﺨﺮﻳﻒ ﻛﺰﻫﺮﺓ ﺫﺍﺑﻠﺔ ﻭﻣﺜﻞ ﻋﻮﺩ ﺯﻭﻯ ﻭﺟﻒ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻠﺤﺎﺀ ..
ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ .. ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﺧﺮﺟﺖ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﻲ ﺯﻳﻨﺘﻬﺎ ﻭﺻﻠﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﻧﻲ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﻔﺴﻴﺢ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﻌﺬﺑﺖ ﺁﺫﺍﻥ ﺍﻟﺨﻼﺋﻖ ﻣﻦ ﺃﻧﺲ ﻭﺟﺎﻥ ﻭﻃﻴﺮ ﻭﺣﻴﻮﺍﻥ، ﺻﻮﺕ ﺍﻟﻤﺆﺫﻥ ﺇﺩﺭﻳﺲ، ﻭﺣﺒﺴﺖ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻣﺎﺀﻫﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻏﻴﺾ، ﻭﺟﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺼﺨﺮﻳﺔ ﺟﺪﺍﻭﻝ ﻭﺧﻴﺮﺍﻥ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﺗﺘﻌﺎﻟﻰ ﺃﺻﻮﺍﺗﻬﺎ ﻛﺸﺨﻴﺮ ﻧﺎﺋﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺭﻛﺎﻡ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﻣﻤﺸﺎﻩ ﺍﻟﻌﺮﻳﺾ …
ﻭﺧﺮﺝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻓﺞ، ﻳﺤﺘﻔﻠﻮﻥ ﺑﻌﻴﺪﻫﻢ ﺑﻌﺪ ﺻﻴﺎﻡ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﻔﻀﻴﻞ، ﺯﺍﻫﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺣﺎﺕ ﻭﺍﻟﺒﻴﻮﺕ، ﺍﻟﺘﻬﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﺘﺒﺮﻳﻜﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻟﺴﺎﻥ، ﻛﺸﻬﺪ ﻓﻲ ﺃﻭﺩﺍﺝ ﺍﻟﻨﺤﻞ، ﺭﻗﺼﺎﺕ ﺷﻌﺒﻴﺔ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻭﺃﺯﻳﺎﺀ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﺳﺤﻨﺎﺕ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﺒﺪﻭ ﻳﺘﺤﺪﺭﻭﻥ ﻣﻦ ﻓﺮﻗﺎﻧﻬﻢ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﺯﻋﻤﺎﺀ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﻭ ‏» ﺷﺮﺍﺗﻴﻬﻢ ‏« ﻳﺘﺰﺍﺣﻤﻮﻥ ﻋﻨﺪ ﻣﺪﺧﻞ ﻣﻨﺰﻝ ﺍﻟﺪﻳﻤﻨﻘﺎﻭﻱ ﺳﻴﺴﻲ ﻟﺘﻬﻨﺌﺘﻪ ﺑﺎﻟﻌﻴﺪ ﻭﺃﺷﺠﺎﺭ ﺍﻟﺪﺑﻜﺮ ﻭﺍﻻﻧﺠﻞ ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺒﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﺍﻟﻔﺴﻴﺢ ﺗﺘﺴﺎﻣﻖ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﻌﺮﻑ ﻣﺎ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺭﺍﺣﺔ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺯﺍﻟﻨﺠﻲ ..
“ ﺕ ”
ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺨﺰﻓﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﻤﻨﻤﺔ ﻣﻦ ﺃﺭﻭﻗﺔ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺿﺮ، ﻭﺍﻟﻌﻴﺪ ﺯﺍﻫﻴﺎً ﺑﺮﻭﻧﻖ ﻟﺤﻈﺎﺗﻪ ﻭﺃﻟﻖ ﺍﻟﺼﺒﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ، ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﺮﺗﻴﺒﺎﺕ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻬﺎ ﻛﺒﺎﺭﻧﺎ ﻭﻧﺤﻦ ﺻﻐﺎﺭ ﻧﻠﻬﺚ ﻓﺮﺣﻴﻦ ﺑﺎﻟﻌﻴﺪ، ﻟﺮﺣﻠﺘﻴﻦ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻧﻴﺮﺗﺘﻲ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺴﻔﺢ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﻟﺠﺒﻞ ﻣﺮﺓ ﻭﺍﻷﺧﺮﻯ ﻟﻮﺍﺩﻱ ﺃﺯﻭﻡ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ، ﺷﻤﺎﻝ ﻏﺮﺏ ﺯﺍﻟﻨﺠﻲ …
ﺗﻢ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻷﺯﻭﻡ ﻓﻲ ﺛﺎﻟﺚ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﻌﻴﺪ، ﺗﺘﺎﺑﻌﺖ ﻋﺮﺑﺎﺕ ﻭﺟﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﺮﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﻭﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺟﺒﻞ ﻣﺮﺓ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻲ، ﻋﺮﺑﺎﺕ ﻣﻦ ﻣﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﻼﻧﺪﺭﻭﻓﺮ ﻭﺍﻟﻜﻮﻣﺮ ﻭﺳﻴﺎﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺍﻟﻤﻴﻨﻲ ﺑﺺ ﻣﻦ ﺃﺟﻮﺩ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﺮﻭﺳﻴﺔ ‏» ﻓﻮﻟﻐﺎ ‏« ﺗﺄﺧﺬ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮ ﻓﻲ ﺭﻭﺳﻴﺎ ..
ﺷﻖ ﻣﻮﻛﺐ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺰﺍﺭﻉ ﻭﺍﻟﺤﺪﺍﺋﻖ ﻭﺍﻟﻐﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻭﺍﻷﻭﺩﻳﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﺍﻟﻜﺜﻴﻔﺔ، ﺗﺌﻦ ﺃﻧﻴﻦ ﺍﻟﻤﻠﺪﻭﻍ ﻭﻫﻲ ﺗﺘﻤﺸﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺼﺨﺮﻳﺔ ﺛﻢ ﺍﻟﺮﻣﻠﻴﺔ ﺛﻢ ﺍﻟﻄﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻋﻤﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻐﻴﺮ ﺑﻴﻦ ﻛﻞ ﺍﻷﺑﺎﻃﺢ ﻭﺍﻟﻤﻨﻌﺮﺟﺎﺕ ﻭﺍﻟﺨﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﺪﺍﻓﻘﺔ، ﺣﺘﻰ ﺃﻃﻞ ﻭﺍﺩﻱ ﺃﺯﻭﻡ ﺍﻟﻤﻬﻴﺐ، ﻓﻬﻮ ﻭﺍﺩ ﻋﺮﻳﺾ ﻳﺒﻠﻎ ﻋﺮﺿﻪ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﺎﻳﻴﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻛﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮﻳﻦ، ﻻ ﻳﻬﺪﺭ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﺑﻞ ﻳﻨﺴﺎﺏ ﻣﺘﺪﻓﻘﺎً ﻣﻤﺘﻠﺌﺎً ﻻ ﺿﺠﻴﺞ ﻭﻻ ﺟﻠﺒﺔ ﻭﻫﺪﻳﺮ ﻭﺗﺼﺨﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺿﻔﺎﻓﻪ ﺃﺷﺠﺎﺭ ﺍﻟﺨﺮﻭﺏ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﻝ ﻭﺍﻟﺤﺮﺍﺯ ﻭﺍﻟﻤﺎﻧﺠﻮ ..
ﻋﻨﺪ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ ﻭﻓﻲ ﺣﻮﺍﻓﻪ، ﺗﻨﺎﺛﺮﺕ ﺁﺑﺎﺭ ﻏﻴﺮ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﺑﻨﻴﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻣﻦ ﻋﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﺸﺠﺮ ﺗﺘﺪﻟﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻷﺷﻄﺎﻥ ﻭﺍﻟﺪﻻﺀ ﺍﻟﻤﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻠﺪ ﺍﻟﻄﺮﻱ، ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ‏» ﻣﺸﻴﺶ ‏« ﻟﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺼﺎﻓﻲ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ، ﻭﻣﻌﺮﻭﻑ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﻣﺎﻝ ﺍﻟﻨﻈﻴﻔﺔ ﺗﻨﻘﻲ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﺗﺼﻔﻴﻪ، ﻭﺗﺠﻤﻊ ﻫﻨﺎ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﺮﻋﺎﺓ ﺑﺈﺑﻠﻬﻢ ﻭﺿﺄﻧﻬﻢ ﻭﺃﺑﻘﺎﺭﻫﻢ ﻭﺧﻴﻮﻟﻬﻢ ﺍﻟﻤﻄﻬﻤﺔ ﻭﻣﺌﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻭﻳﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺰﺍﺭﻋﻴﻦ، ﻭﺃﺳﺮﺍﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ ﻭﺃﻓﻮﺍﺝ ﺗﺤﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺗﻨﺴﺞ ﻣﻨﻈﺮﺍً ﺑﺪﻳﻌﺎً، ﻭﻟﻠﻄﻴﻮﺭ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺗﻬﺎ ﻭﻃﻴﺮﺍﻧﻬﺎ ﻧﻈﺎﻡ ﺩﻗﻴﻖ ﻭﺗﺮﺗﻴﺐ ﻣﻨﺴﻖ ﻭﺣﺮﻛﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻧﺘﻈﺎﻡ ﻭﺗﻜﺎﻣﻞ ﻣﺪﻫﺶ ﻓﻨﺎﻥ ..
“ ﺙ ”
ﺃﻧﺨﻨﺎ ﺭﻭﺍﺣﻠﻨﺎ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪﻳﺔ، ﻭﺃﻧﺰﻟﺖ ﻛﻞ ﻣﺆﻥ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﻭﻓﺮﺷﺖ ﺑﺴﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﻤﺨﻀﺮﺓ ﻓﻲ ﺳﻨﺪﺳﻬﺎ ﺍﻟﺨﻀﻴﻞ، ﻭﻭﺿﻊ ﻛﻤﺎ ﺃﺫﻛﺮ ﻟﻸﺳﺘﺎﺫ ‏» ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺨﻴﺮﺍﺕ ‏« ﻛﺮﺳﻲ ﺍﻟﻘﻤﺎﺵ ﺍﻟﻌﺮﻳﻖ ﺍﻟﻘﻮﺳﻲ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﻭﻏﺎﺹ ﻓﻴﻪ ﻭﻣﺪ ﺭﺟﻠﻴﻪ ﻭﺭﺩﺩ ﻣﻘﺎﻃﻊ ﻣﻦ ﺷﻌﺮ ﺇﻧﺠﻠﻴﺰﻱ ﻟﻢ ﻧﻔﻬﻤﻪ، ﻭﺃﺷﻌﻞ ‏» ﻛﺪﻭﺳﻪ ‏« ﺍﻟﻌﺮﻳﻖ ﻭﻧﻔﺚ ﺩﺧﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺻﺪﻏﻴﻪ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﺍﻟﺮﻃﺐ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺴﺤﺐ ﺍﻟﻤﺮﺗﻔﻌﺔ، ﻭﺟﻠﺲ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﻭﺍﻷﻋﻤﺎﻡ ﻓﻲ ﺣﻠﻘﺎﺕ ﻭﺩﻭﺍﺋﺮ، ﻭﺫﺑﺤﺖ ﺍﻟﺬﺑﺎﺋﺢ ﻭﺟﻠﺐ ﺍﻟﺤﻄﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻏﻞ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ، ﻭﻃﻔﻘﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﻧﺠﺮﻱ ﻭﻧﻠﻬﻮ ﻧﻠﻌﺐ ﺧﺎﻟﻄﺖ ﺃﺭﻭﺍﺣﻨﺎ ﺍﻟﻤﻨﺎﻇﺮﺍﻟﺨﻼﺑﺔ ﻭﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺒﻜﺮ ﺗﺘﺒﺨﺘﺮ ﻛﺎﻟﻄﺎﺅﻭﺱ ﺍﻟﺒﺮﻱ ﺃﻣﺎﻡ ﺃﻋﻴﻨﻨﺎ، ﻭﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻳﺼﻴﺪ ﺍﻷﻭﺯ ﻭ ‏» ﺟﺪﺍﺩ ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ ‏« ﺑﺎﻟﺒﻨﺪﻗﻴﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﺵ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻳﻄﺎﺭﺩ ﺍﻟﻐﺰﻻﻥ ﺍﻟﺸﺎﺭﺩﺓ ﻳﺘﺮﺻﺪﻫﺎ ﻛﻨﺴﺮ ﻛﺎﺳﺮ .
ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ ﺍﻟﻬﺎﺩﺉ ﺍﻟﻤﻤﺘﻠﺊ ﺑﻤﺎﺋﻪ ﻳﺘﻤﻬﻞ ﻛﻤﺨﻠﻮﻕ ﺧﺮﺍﻓﻲ ﺿﺨﻢ ﻓﻲ ﺟﺮﻳﺎﻧﻪ، ﻭﻟﻮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﻐﺒﺮ ﺑﺰﺑﺪﻩ ﻳﻠﻮﻥ ﺻﻔﺤﺔ ﺍﻷﻓﻖ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ، ﻭﺍﻟﻤﺮﻭﺝ ﺍﻟﺨﻀﺮﺍﺀ ﺍﻟﻼﻣﺘﻨﺎﻫﻴﺔ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺑﺴﺎﻁ ﻣﻦ ﺳﻨﺪﺱ ﺃﺧﻀﺮ ﺑﻼ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺗﺪﻟﻰ ﻣﻦ ﺟﻨﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﻮﻋﻮﺩﺓ ﻣﻦ ﺃﻗﺼﻰ ﻣﺮﻭﺝ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ …
ﻋﻨﺪ ﺭﺑﻮﺓ ﻧﺎﺋﻴﺔ ﺟﻠﺲ ﻣﻌﻠﻢ ﺟﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺯﻣﻼﺀ ﻭﺍﻟﺪﻱ، ﻭﻛﺎﻥ ﺷﺎﻋﺮﺍً، ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻪ ﻛﺘﺐ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ ﺃﻭ ﺧﺎﻃﺮﺗﻪ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﻋﻦ ﻭﺍﺩﻱ ﺃﺯﻭﻡ، ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺑﻂ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺗﺸﺎﺩ ﻭﻳﺼﺐ ﻣﻊ ﻭﺍﺩﻱ ﻛﺠﺎ ﻋﻨﺪ ﻧﻘﻄﺔ ﺣﺪﻭﺩﻳﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﻦ ﻓﻲ ‏» ﻓﻮﺭﺑﺮﺍﻧﻐﺎ ‏« ﻓﻲ ﺃﻗﺼﻰ ﺣﺪﻭﺩﻧﺎ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻣﻊ ﺗﺸﺎﺩ ﺣﻴﺚ ﺗﺘﻜﻮﻥ ﺑﺤﻴﺮﺓ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻫﻨﺎﻙ ﻭﻳﻮﺩﻉ ﺃﺯﻭﻡ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﺘﻮﻏﻼً ﻣﺘﻤﻬﻼً ﺇﻟﻰ ﺃﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺠﺎﺭﺓ …
ﻋﻨﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﺤﻨﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﻭﺍﻟﻌﻴﺪ ﻭﺯﺍﻟﻨﺠﻲ ﻭﺃﺯﻭﻡ ﺗﻄﻞ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﻋﺼﻤﺎﺀ ﻟﺸﺎﻋﺮﻧﺎ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻋﺎﻟﻢ ﻋﺒﺎﺱ ﻭﻫﻲ ﻣﻦ ﺃﺷﺮﺍﻑ ﻗﺼﺎﺋﺪﻩ ﻭﺃﺭﻭﻋﻬﺎ، ﻗﺼﻴﺪﺓ ﻭﺍﺩﻱ ﺃﺯﻭﻡ ﻭﻓﻴﻬﺎ ﺑﻮﺣﻪ ﻭﺭﻗﺔ ﻃﺒﻌﻪ، ﻭﻭﺻﻒ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻭﻛﺘﺒﺖ ﻓﻲ ﻣﻄﻠﻊ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ :…
ﺃﺯﻭﻡ ﻳﺎ ﺃﺯﻭﻡ ﻳﺎ ﺃﺯﻭﻡ
ﻳﺎ ﺷﺎﻃﺌﺎً ﺭﺳﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺯﻭﺭﻕ ﺍﻟﻐﻴﻮﻡ
ﺗﺴﺢّ ﻣﺎ ﺗﺴﺢّ ﻣﻦ ﺩﻣﻮﻋﻬﺎ ﺍﻟﺜﻘﺎﻝ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺮﺍﺯ ﻭﺍﻟﻬﺸﺎﺏ ﻭﺍﻟﺨﺮﻭﺏ ﻭﺍﻟﺴّﻴﺎﻝ
ﻛﺄﻧﻤﺎ ﺍﻟﻨﺪﻯ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻗﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ
ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩ ﻣﺎ ﺭﺃﺕ ﻋﻴﻨﺎﻱ ﻣﻦ ﺭﺅﻯ
ﻭﺍﻟﻐﺎﺑﺔ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﻣﺜﻞ ﻛﻮﻛﺐ ﻧﺄﻯ
ﻛﺄﻥ ﺯﺭﻗﺔ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺛﻮﺏ ﻋﺮﺱ
ﻃﺮﺯﺕ ﺃﻃﺮﺍﻓﻪ ﺭﻗﺎﺋﻖ ﺍﻟﻨﺴﻴﻢ
***
ﻭﺣﻮّﻣﺖ ﻓﺮﺍﺷﺔ ﺗﻌﺎﻧﻖ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ﻋﻨﺪ ﺣﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﻐﻴﺐ
ﺷﻔﺎﻓﺔ ﺍﻟﺠﻨﺎﺡ
ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺍﻟﺮﻣﺎﻝ ﻛﻞ ﺫﺭﺓ ﺗﻜﺴﺮﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ
ﻭﺻﺎﻓﻴﺎً ﻛﺄﻧﻪ ﺣﺪﺍﺀ ﻋﻨﺪﻟﻴﺐ
ﻭﻣﺜﻞ ﺭﻏﻮﺓ ﺍﻟﺤﻠﻴﺐ
ﺗﺪﺍﻓﻊ ﺍﻟﺴﺤﺎﺏ ﻋﺎﻟﻴﺎً
ﻳﺪﻑ ﺟﺎﻧﺤﻴﻪ ﻟﻠﺴﻤﺎﺀ، ﻟﻠﻤﺪﻯ ﺍﻟﺮﺣﻴﺐ
ﻫﻨﺎﻙ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺗﻤﻲ ﺃﺯﻭﻡ
ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻟﻒ ﺃﻟﻒ ﻋﺎﻡ
ﺣﻴﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺃﺯﻭﻡ ﻏﻴﺮ ﻓﻜﺮﺓ ﻓﻲ ﺧﺎﻃﺮ ﺍﻹﻟﻪ
ﻭﺣﻴﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻏﻴﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ
ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ..
ﺷﻴﺌﺎً ﺁﺧﺮ ﻳﻀﻴﻖ ﻋﻦ ﺗﺼﻮﻳﺮﻩ ﺍﻟﻜﻼﻡ
ﻭﺣﻴﻦ ﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻣﺒﻬﻤﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ
ﺷﺎﺀ ﺭﺑﻨﺎ ﺑﺴﺮ ﺣﺮﻑ “ ﻛﻦ ”
ﻭﺳﺮ ﻟﻔﻆ “ ﻛﻦ ”
ﺃﻥ ﻳﻮﺟﺪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻛﺎﻣﻨﺎً ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ
ﻓﺸﺎﻝ ﻣﻦ ﺟﻨﺎﻥ ﺍﻟﺨﻠﺪ ﻗﻄﺮﺓ ﻭﻣﻦ ﺩﻣﻮﻉ ﺍﻟﺤﻮﺭ
ﻓﻬﺰﻫﺎ ﻭﺭﺝ ﺭﺟﺘﻴﻦ
ﻭﺻﺒﻬﺎ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﺘﻤﻲ ﺑﺄﺭﺿﻪ
ﺃﺣﺐ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﻣﻦ ﺧﻠﻖ ﻭﻣﻦ ﺑﺸﺮ
ﻓﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺑﻼﺩﻧﺎ ﺃﺯﻭﻡ
ﻭﺗﺼﺮﺥ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺍﻟﺪﻭﻱّ
ﻭﺗﻌﺒﺮ ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ ﻓﻴﺼﻌﻖ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ﻭﺍﻟﻘﻮﻱ
ﻭﻳﺮﺳﻞ ﺍﻷﻧﻴﻦ ﺧﺎﻓﺘﺎً
ﻓﻴﺴﺘﺠﻴﺶ ﻓﻲ ﺳﺒﺎﺗﻪ ﺍﻟﻬﻤﻮﻡ
ﻭﺣﻴﻦ ﻗﻠﺖ ﻫﻤﺴﺘﻴﻦ ﻟﻠﺮﻳﺎﺡ
ﺍﻧﻔﻠﺘﺖ ﺗﻔﺮ ﻣﻦ ﻋﻘﺎﻟﻬﺎ ﻭﺭﻛﻀﺖ
ﺗﻀﺮﺝ ﺍﻟﺘﺨﻮﻡ
ﻭﺳﻤﺮﺓ ﺍﻟﺸﻂ ﺗﻐﻂ ﻓﻲ ﻣﻬﺎﺩﻫﺎ ﺍﻟﺨﺼﻴﺐ
ﻛﻤﺜﻞ ﺭﺍﻫﺐ ﻳﻜﺪﺱ ﺍﻟﻐﻤﻮﺽ ﺣﻮﻝ ﺳﺮﻩ ﺍﻟﺮﻫﻴﺐ
ﻭﻳﺴﺘﻔﻴﺾ ﻓﻲ ﻣﺨﺎﺿﻪ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ
ﻓﻴﺠﺰﻝ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﻭﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﻣﺜﻞ ﺭﺣﻢ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ
ﻻ ﻳﻨﻲ ﻳﺪﻭﻡ
ﻣﻨﺬ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺑﻼﺩﻧﺎ ﺃﺯﻭﻡ
ﺃﺯﻭﻡ ﻳﺎ ﺃﺯﻭﻡ
ﺍﻟﻠﻔﻆ ﻇﻞ ﻣﺜﻞ ﺟﺜﺔ ﺗﻨﺎﻡ ﻓﻲ ﻗﺮﺍﺭﺓ ﺍﻷﺑﺪ
ﻭﻫﺒﺘﻪ ﺃﻧﺎ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻣﻦ ﺩﻣﺎﻱ، ﻣﻦ ﻋﺼﺎﺭﺓ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ
ﻣﻦ ﻗﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺴﻌﺪ
ﻟﻜﻨﻪ ﻳﻌﻘﻨﻲ ،، ﻳﻌﻘﻨﻲ
ﻟﻜﻢ ﻭﺩﺩﺕ ﻟﻮ ﻳﻄﻴﻊ ﻟﺤﻈﺔ
ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﺃﻓﺎﺭﻕ ﺍﻟﺠﺴﺪ
ﺃﺯﻭﻡ،، ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﻬﺎﺏ،، ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ
ﺑﻜﻞ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩﻙ ﺍﻟﺸﻤﻮﺥ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻚ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ
ﺑﻜﻞ ﺍﻧﺴﻴﺎﺑﻚ ﺍﻟﺒﺪﻳﻊ ﺭﺍﺋﻌﺎً ﻭﻣﺮﻭﻋﺎً
ﺑﻜﻞ ﺍﻧﺪﻓﺎﻋﻚ ﺍﻟﺪﻓﺎﻕ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻓﻲ ﻣﺘﺎﻫﺔ ﺍﻟﻐﺮﻭﺏ
ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﺤﻒ ﺷﺨﺼﻚ ﺍﻟﻤﻬﻴﺐ ﻣﻦ ﺟﻼﻝ ﺭﻭﻋﺔ ﺍﻟﻄﻴﻮﺏ
ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﻬﺰﻩ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﻭﺍﻟﻤﺨﺎﺽ
ﻭﻛﻞ ﺭﻭﻋﺔ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﻭﺍﻟﻨﻤﺎﺀ
ﻓﻲ ﻛﻞ ﺿﻤﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﻳﻤﻨﺤﻬﺎ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﻟﻠﺤﺒﻴﺐ
ﺇﻟﻴﻚ ﻓﻲ ﺳﺒﺎﺗﻚ ﺍﻟﻴﻘﻈﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﻬﺎﺩﻙ ﺍﻟﻌﺠﻴﺐ
ﻋﻠﻴﻚ ﻣﻦ ﺳﺘﺎﺋﺮ ﺍﻟﻐﻤﻮﺽ ﻳﺮﺗﻤﻲ ﻭﺷﺎﺡ
ﻭﻓﻴﻚ ﻋﻨﺪ ﻣﻨﺤﻨﺎﻙ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺤﻔﻮﻑ ﺑﺎﻷﺳﺮﺍﺭ ﻋﻨﺪ ﻫﻤﺴﺔ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ
ﻛﺄﻧﻤﺎ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ
ﺷﺮﻭﻗﻪ ﺃﺯﻭﻡ ،، ﻧﻬﺎﺭﻩ ﺃﺯﻭﻡ،، ﻏﺮﻭﺑﻪ ﺃﺯﻭﻡ
ﺃﻭﺍﻩ ﻫﺎ ﺃﻧﺎ ﺃﻋﻮﺩ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺑﺪﺃﺕ
ﻣﻜﺒﻼً ﺑﺎﻟﺼﻤﺖ ﻭﺍﻟﺮﻫﺒﺔ ﻭﺍﻟﻮﺟﻮﻡ
ﻣﺎﺫﺍ ﺗﺮﻯ ﺃﻗﻮﻝ ﻳﺎ ﺃﺯﻭﻡ؟؟
“ ﺝ ”
ﻗﻀﻴﻨﺎ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻛﻠﻪ ﻓﻲ ﺣﻀﻦ ﺃﺯﻭﻡ ﻭﺗﻼﻃﻢ ﻣﻮﺟﻪ ﻭﻃﻴﺐ ﻧﺴﻴﻤﻪ، ﻭﺣﺪﺍﺀ ﻋﻨﺎﺩﻟﻪ ﻭﻏﻨﺎﺋﻬﺎ، ﻭﻗﻔﺸﺎﺕ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﺘﺎﺡ ﺁﺫﺍﻧﻨﺎ، ﻭﺷﻮﻳﻨﺎ ﻟﺤﻢ ﺍﻟﻐﺰﺍﻝ ﻭﺍﻟﻄﻴﻮﺭ ﺍﻟﺸﻬﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺸﻤﺲ ﺗﺘﻨﺰﻯ ﻓﻲ ﺍﻷﻓﻖ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﻣﻮﺩﻋﺔ ﺻﻔﺤﺔ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺗﻠﻮﺡ ﺑﻴﻦ ﺫﺅﺍﺑﺎﺕ ﺍﻟﺴﺤﺐ ﻭﺗﻐﻴﺐ، ﺣﻴﻦ ﺳﻤﻌﻨﺎ ﻫﺪﻳﺮ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﺗﺴﺘﻌﺪ ﻟﻠﺮﺣﻴﻞ ﻧﺤﻮ ﺯﺍﻟﻨﺠﻲ ﻭﺟﺒﺎﻟﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪﺓ .. ﻭﺃﺩﺧﻨﺔ ﺗﻌﻠﻮ ﻣﻦ ﻓﺮﻗﺎﻥ ﺍﻟﺮﺣﻞ ﻭﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﻋﺪﺓ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺰﺭﻗﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻷﺻﻴﻞ ﻭﺍﻟﻤﻐﻴﺐ .. ﻭﺃﺯﻭﻡ ﺧﻠﻔﻨﺎ ﻳﺒﺪﻭ .. ﻓﻲ ﺳﺮ ﺣﺮﻓﻲ ﻛﻦ .. ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻋﺎﻟﻢ ﻋﺒﺎﺱ ﻟﻢ ﻳﺰﻝ ﻏﺎﺭﻗﺎً ﻓﻲ ﺳﺒﺎﺗﻪ ﺍﻟﻴﻘﻈﺎﻥ .. ﻭﺍﻟﺼﻤﺖ ﻭﺍﻟﻮﺟﻮﻡ

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد