صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ﻻ ﻳﺨـــﺪﺷـــﻮﻥ ﺭﺧـــــﺎﻡ ﺍﻟﺴﻤـــــــﺎﺀ !

8

ﺍﻣـــﺎ ﻗﺒــﻞ

ﺍﻟﺼــﺎﺩﻕ ﺍﻟﺮﺯﻳــﻘﻲ
ﻻ ﻳﺨـــﺪﺷـــﻮﻥ ﺭﺧـــــﺎﻡ ﺍﻟﺴﻤـــــــﺎﺀ !

ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﺣﻴﻨﺌﺬٍ ﺗﻘﻔﺎﻥِ ﻋﻠﻰ ﺟﺮﺣﺎﻩ .. ﺟﺮﺡ ﻛﺒﺮﻳﺎﺋﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻨﺪﻣﻞ، ﻭﺍﻟﺠﺮﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠَّﻔﺘﻪ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﻧﺼﺎﻝ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﻀﺎﻫﺎ ﻳُﻄﺎﺭﺩ ﺧﻴﻼً ﻣﻄﻬﻤﺔ ﻣﻦ ﺟﻴﺎﺩ ﺍﻷﻭﻫﺎﻡ، ﺗﺘﻮﺍﺭﻯ ﺍﻷﻭﺟﻪ ﻓﻲ ﻏﺎﺑﺎﺕ ﺍﻷﻭﺟﻪ، ﻭﻳُﺴﺎﻓﺮ ﻫﻮ ﻣﺜﻞ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﻐﺎﺋﺼﺔ ﻓﻲ ﺑﺤﺮ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ..
ﻭﺣﺘﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﻏﺴﻖ ﺍﻟﺤﺰﻥ، ﻟﻢ ﻳُﻔﺼﺢ ﻷﺣﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ، ﺑﺄﻥ ﺟﺮﺍﺣﻪ ﻋﻤﻴﺎﺀ ﺑﻜﻤﺎﺀ ﻻ ﺗﻨﺰﻑ .. ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺸﻌﺮ ﺃﻥ ﺩﻣﻪ ﻭﻗﻠﺒﻪ ﺗﺸﺮَّﺑﺎ ﻣﻦ ﻟﻮﻥ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﺒﺎﻫﺘﺔ، ﻭﻫﻮ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻧﺠﻢ ﺑﻌﻴﺪ ﻓﻲ ﺻﺤﺮﺍﺀ ﺍﻟﺘﻴﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻇﻞ ﻳﻌﻴﺸﻬﺎ .. ﺛﻢ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﺷﻴﺌﺎً .. ﻛﺄﻧﻪ ﻟﻤﻌﺔ ﺑﺮﻕ ﺗﺎﻫﺖ ﻓﻲ ﻣﺰﺍﺭﻳﺐ ﺍﻟﺴﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤُﻌْﺘﻤﺔ !..
ﻟﺮﺑﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺸﺒﻪ ﺧﻴﺎﻝ ﻣﺂﺗﺔ ﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻔﻈﺘﻪ ﺣﻠﺒﺎﺗﻬﺎ، ﻓﻐﺪﺍ ﻭﺍﻗﻔﺎً ﺑﻌﻜﺎﺯﺗﻴﻦ ﻣﻦ ﺧﺸﺐ ﻋﻠﻰ ﺑﻴﺪﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺗﺄﻛﻞ ﻃﻴﺮ ﺍﻟﺨﻴﺒﺎﺕ ﻣﻦ ﻗﺼﻌﺎﺗﻪ ﺍﻟﻔﺎﺭﻏﺔ .. ﻭﻟﻴﺲ ﻟﺪﻳﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﺇﻻ ﺩﻓﺎﺗﺮ ﻭﺃﻭﺭﺍﻕ ﻣُﻐْﺒﺮﺓٌ ﺻﻔﺮﺍﺀ، ﻭﺻﻮﺭ ﻓﻮﺗﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﺗﻘﺸَّﺮﺕ ﻭﺟﻮﻫﻬﺎ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻷﻣﻄﺎﺭ ﻭﺍﻹﻫﻤﺎﻝ، ﻓﺼﺎﺭﺕ ﺷﻤﻄﺎﺀ ﺣﻴﺰﺑﻮﻥ ﺫﻫﺒﺖ ﻋﻨﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻧﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻮﺷﺢ ﺑﻮﺷﺎﺣﻬﺎ ..
ﺭﻫﻖ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻭﺳﻮﻳﻌﺎﺗﻪ ﺍﻟﻤﺘﻌﺠّﻼﺕ ﺍﻟﺨﺠِﻼﺕ، ﺣﻔﺮﺕ ﺃﺧﺎﺩﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ، ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺣﻔﺮﺕ ﺑﺈﺯﻣﻴﻞ ﻣﻦ ﻧﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻓﺆﺍﺩﻩ، ﻟﻢ ﻳﺒﻖَ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﺃﻣﻞ ﺇﻻ ﻋﺮﺍﺋﺲ ﻣﻦ ﻭﺭﻕ، ﻭﻛﻮﺍﻋﺐ ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺍﻧﻄﻔﺄ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺮﻳﻖ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻭﺗﺴﻤﻊ ﻋﻨﺪ ﻣﺠﺎﻟﺴﺘﻪ ﺻﺨﺒﺎً ﻓﻲ ﺻﺪﺭﻩ ﻛﺼﺪﻯ ﺻﻮﺕ ﻗﻮﻱ ﻓﻲ ﺟﻮﻑ ﻣﻐﺎﺭﺓ ﻋﻈﻴﻤﺔ، ﻟﻌﻠﻪ ﺻﺪﻯ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﺮﺍﺟﻌﺔ ﻭﻫﻲ ﺣﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﻣﻴﻦ ﺗﺮﻛﺾ ﻓﻮﻕ ﺣﺼﺎﺗﻪ ﺍﻟﺤﻤِﺌﺔ !..
‏) ﺏ ‏(
ﻛﺎﻥ ﺷﺎﺣﺒﺎً ﻓﻲ ﻭﻫﺞ ﺍﻟﻀﻮﺀ .. ﺑﺎﺳﻤﺎً ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ .. ﻣﻐﻨﻴﺎً ﻓﻲ ﺟﻼﻝ ﺍﻟﻤﺂﺗﻢ .. ﻭﺻﺎﺧﺒﺎً ﻓﻲ ﺳﺮﺍﺩﻳﺐ ﺍﻟﺮﻣﺎﺩ .. ﻳﺴﻜﺐ ﺭﻭﺣﻪ ﻓﻲ ﺣﺸﺮﺟﺔ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻬﻠﻜﻰ ﻭﺣﻠﻮﻕ ﺍﻟﻌﺼﺎﻓﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﻜﻮﻧﺔ ﺑﺎﻟﻐﺒﺎﺭ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﻲ، ﻭﻋﻮﻳﻞ ﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺕ !..
ﻗﺎﺑﻠﺘﻪ ﺑﻌﺪ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﺬ ﻓﺎﺭﻗﻨﺎﻩ ﺫﺍﺕ ﻏﻔﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻧﻴﺎﻻ ﻣﻄﻠﻊ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻦ، ﻭﻛﻨﺎ ﻓﻲ ﺻﺒﺎ ﺑﺎﺫﺥ ﻭﺷﺮﺥ ﺷﺒﺎﺏ ﻏﺾ، ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺎﺕ ﻋﻤﻠﻪ ﻓﻲ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﻓﻲ ﺩﺭﺟﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﺪﻭﺍﻭﻳﻦ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻭﻣﺠﺎﻟﺴﻬﺎ ﺍﻟﺮﻳﻔﻴﺔ، ﺃﻳﺎﻡ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴُّﻜﺮ ﻭﺍﻟﻮﻗﻮﺩ ﻭﺍﻟﺪﻗﻴﻖ ﻭﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻦ ﺑﻴﺪ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﻴﻦ ﻳﻘﻠﺒﻮﻧﻪ ﺑﻴﻦ ﺃﺻﺎﺑﻌﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﻳﺸﺎﺀﻭﻥ ﻭﺷﺎﺀ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻬﻮﻯ ..
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻛﺎﻟﻤﺸﺎﺭﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻸﻷ ﻓﻲ ﻓﻀﺎﺋﻬﺎ ﻭﺃُﻓﻘﻬﺎ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﻛﻞ ﻣﺴﺎﺀ ﻧﺠﻢ ﺑﻌﻴﺪ ﻗﺼﻲ، ﺃﻭ ﻭﻫﺞ ﺑﺮﻭﻕ ﻟـ ‏) ﻣُﺮﺑﻂ ﺍﻟﻌِﺠﻴﻞ ‏( ﻓﻲ ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺨﺮﻳﻒ، ﻻ ﻳﺸﺒﻪ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﻣﻮﻇﻔﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﻘﺒﺔ، ﻳﻈﻦ ﺃﻥ ﺑﻤﻘﺪﻭﺭﻩ ﻭﺑﺎﻟﻔﻀﺎﺀ ﺍﻟﻘﻴﻤﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻴﺶ ﺗﺤﺘﻪ ﺃﻧﻪ ﺳﻴُﻐﻴِّﺮ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ، ﺗﺸﺮﻕ ﺍﻟﺸﻤﻮﺱ ﻓﻲ ﻓﺠﺎﺝ ﺭﻭﺣﻪ ﻭﺇﺷﺮﺍﻕ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ، ﻧﺠﺎ ﻭﻟﻢ ﻳﻨﻐﻤﺲ ﻓﻲ ﻟﻬﻮ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻐﺎﺑﺮﺓ ﻭﺍﻟﺘﺼﺎﺩﻳﻖ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﻭﺍﻻﺗﺤﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻠﻊ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺟﺪﺕ ﻟﻬﺎ ﻣﺠﺮﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻮﻕ، ﻭﺷﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺮﺿﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺟﻤﻮﻉ ﺍﻟﺴﻤﺎﺳﺮﺓ ﻭ ‏) ﺍﻟﺘﺸَّﺎﺷﺔ‏( ﺗﺼﺒﻐﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺋﻌﻲ ﺍﻟﺮﺧﺺ ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺧﻴﺺ ﻭﺍﻹﻋﻔﺎﺀﺍﺕ ..
ﻛﺎﻥ ﻳﻈﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻥ ﻣﻮﺍﻗﻔﻪ ﻭﻣﺒﺎﺩﺉ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﻬﺎ، ﺟﻌﻠﺘﻪ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﻭﺣﺪﻩ .. ﻓﻲ ﻏﺎﺑﺔ ﻣﻦ ﺭﻣﺎﺡ ﺟﺎﺋﻌﺔ، ﻭﺃﻋﻨﺎﻕ ﺫﻟﻴﻠﺔ ﺍﺳﺘﺬﻟﻬﺎ ﺍﻟﻄﻤﻊ، ﻭﺍﺳﺘﻌﺒﺪﺗﻬﺎ ﺍﻷﻧﻔﺲ ﺍﻷﻣﺎﺭﺓ ﺑﺎﻟﺴﻮﺀ، ﺍﺳﺘﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﺿﺠﺔ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﺕ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﻭﻋﻠﺐ ﺍﻟﻠﻴﻞ، ﻭﺗﻘﻤﺼﻪ ﺣﻠﻢ ﺑﺄﻧﻪ ﺳﻴُﻐﻴِّﺮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻭﻳﻬﺰﻡ ﺍﻟﻄﻤﻊ ﻭﻳﺤﻘﻖ ﻧﺼﺮﺍً ﻛﺎﺳﺤﺎً ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻜﺎﺳﺤﺔ .. ﻭﺍﻟﺸﺎﺭﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻔﻪ ﻭﺯﻳﻪ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﺒﻪ ﻟﻮﻥ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ، ﻛﻀﺎﺑﻂ ﺇﺩﺍﺭﻱ . ﻭﺧﺪﺍﻉ ﺍﻟﺒﻄﻮﻻﺕ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﻨﻌﺘﻪ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﻭﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ﻳﻮﻣﺬﺍﻙ، ﻭﻛُﺘﺐ ﺍﻟﻤﻐﺎﻣﺮﺍﺕ ﻭﻭﻣﻀﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻣﻨﺬ ﺻﻌﺎﻟﻴﻚ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺷﺨﺼﻴﺎﺕ ﻣﻮﺭﻳﺲ ﻟﺒﻼﻥ، ﻭﺭﻭﺑﻦ ﻫﻮﺩ، ﻭﻣﻮﺍﻗﻒ ﻫﺎﻟﻜﺎﻟﺒﺮﻱ ﻓﻦ ﻭﺻﻮﺭ ﺍﻟﻤﺜﺎﻟﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤُﺼﻠﺤﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ..
‏) ﺕ ‏(
ﻛﺎﻥ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﺍﻟﻄﻮﻝ ﻧﺤﻴﻒ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﺩﻗﻴﻘﻪ، ﻳﻨﺘﻌﻞ ﻣﺮﻛﻮﺑﺎً ﻣﻦ ﺟﻠﺪ ﺍﻟﻐﻨﻢ، ﺗﻌﺮَّﻗﺖ ﻳﺪﺍﻩ ﻣﺜﻞ ﺟﺬﻉ ﺷﺠﺮﺓ ﻳﺎﺑﺴﺔ، ﺗﺸَّﻘﻖ ﻛﻌﺒﺎ ﻗﺪﻣﻴﻪ ﻛﺄﺭﺽ ﻃﻴﻨﻴﺔ ﺟﺎﻓﺔ، ﻋﻴﻨﺎﻩ ﺑﺮﺍﻗﺘﺎﻥ ﻻﻣﻌﺘﺎﻥ، ﻳﻐﻤﻀﻬﻤﺎ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻭﻳﻔﺘﺤﻬﻤﺎ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ . ﻭﺩﺍﺋﻤﺎً ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﻋﻦ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ ‏) ﻱ ‏( ﺇﻧﻬﻤﺎ ﺗﺸﺒﻬﺎﻥ ﻣﺎ ﺩﺭﺳﻨﺎﻩ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﺑﺎﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ‏) reader 2 ‏( ﻋﻦ ﻟﻤﻌﺎﻥ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ
‏) pling and wing ‏( ، ﺃﻧﻔﻪ ﺩﻗﻴﻖ ﻃﻮﻳﻞ ﻳﻀﺤﻚ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺣﺪ ﺃﺳﺎﺗﺬﺓ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺩﻫﺎﻗﻨﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﻧﻴﺎﻻ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﺑﺄﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻧﻒ ﻳﺬﻛﺮﻩ ﺑﺎﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ ‏) ﺑﻨﻮ ﺃﻧﻒ ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ ‏( ، ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻨﻔﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﻢ . ﻭﺳﺒَّﺐ ﻟﻬﻢ ﻋﺎﺭﺍً ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺟﺎﺀﺗﻬﻢ ﻧﺠﺪﺓ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﺤُﻄﻴﺌﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺪﺣﻬﻢ ﻭﻣﺤﺎ ﻋﻨﻬﻢ ﺍﻟﻌﺎﺭ ﺑﻘﺼﻴﺪﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮ :
ﻗﻮﻡ ﻫﻢ ﺍﻷﻧﻒ ﻭﺍﻷﺫﻧﺎﺏ ﻏﻴﺮﻫﻢ
ﻭﻣﻦ ﻳﺴﺎﻭﻱ ﺑﺄﻧﻒ ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ ﺍﻟﺬﻧﺒﺎ .. ؟
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺳﺒﺒﺎً ﻓﻲ ﺯﻭﺍﺝ ﺑﻨﺎﺕ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺩﺭﻛﺘﻬﻦ ﺍﻟﻌﻨﻮﺳﺔ ..
ﺃﻧﻒ ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ ﻛﺎﻥ ﺩﻗﻴﻘﺎً ﻭﺭﻓﻴﻌﺎً ﻭﺷﺎﻣﺨﺎً ﻣﺜﻞ ﺗﻄﻠﻌﺎﺗﻪ ﻭﺁﻣﺎﻟﻪ، ﻛﺎﻥ ﻛﺜﻴﺮ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﻭﻛﺜﻴﺮ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﺩ، ﻻ ﻳﺴﻜﺖ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺄ ﻭﻻ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻃﻞ، ﻻ ﻳﺨﺸﻰ ﻻﺋﻤﺎً ﻓﻲ ﺣﻖ، ﺟﺰﻳﺮﺓ ﻭﺳﻂ ﺑﺤﺮ ﻣﺘﻼﻃﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﻀﺎﺕ، ﻏﺮﻳﺐ ﻭﺟﻪ ﻭﻳﺪ ﻭﻟﺴﺎﻥ ..
‏) ﺙ ‏(
ﻭﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺧﺮﻳﻒ ﺛﻘﻴﻞ ﺩﺧﻠﺖ ﻏﺎﺩﺓ ﻫﻴﻔﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺘﺐ ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻭﻫﻮ ﻏﺎﺭﻕ ﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﺭﺯﻧﺎﻣﺎﺕ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ﻭﺍﻟﻤﻠﻔﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺼﺪﻳﻘﺎﺕ، ﻳُﺮﺍﺟﻊ ﻭﻳﻜﺘﺐ ﻭﻳﺸﻄﺐ ﻭﻳﻜﺸﻂ ﻭﻳﻌﺪِّﻝ، ﺍﺭﺗﻌﺶ ﻭﺍﻧﺘﻔﺾ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻗﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻟﺴﻌﻪ ﻋﻄﺮﻫﺎ ﺍﻟﻔﻮَّﺍﺡ ﻗﺒﻞ ﻣﻈﻬﺮﻫﺎ ﺍﻟﺴﺎﺣﺮ ﺍﻟﻤﻬﻴﺐ، ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻤﺴﻚ ﺑﻤﻠﻒ ﻭﺃﻭﺭﺍﻕ، ﻃﺎﺭ ﻟُﺐ ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ ﻭﻃﺎﺵ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻋﺒﻮﺳﺎً ﺻﺎﺭﻣﺎً، ﺗﻌﺠَّﻞ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺘﻬﺎ ﻭﺃﻧﺠﺰ ﻟﻬﺎ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ .. ﻭﺳﻂ ﺩﻫﺸﺔ ﺍﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﻭﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﻜﺘﺒﺔ ﻭﺍﻟﻔﺮﺍﺷﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺳﻼﺕ .. ﻷﻧﻪ ﺳﺎﺭ ﻣﻦ ﻣﻜﺘﺒﻪ ﻟﻠﻤﻜﺘﺐ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭ ﺣﺎﻓﻲ ﺍﻟﻘﺪﻣﻴﻦ .. ﺣﺎﺳﺮ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﻣﻦ ﻗﺒﻌﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﻴﻦ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ، ﻭﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺘﺒﻪ ﺑﻌﺪ ﻣﻐﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺤﺴﻨﺎﺀ ﻣُﻨﻄﻠﻖ ﺍﻷﺳﺎﺭﻳﺮ ﻭﺟﺮﻯ ﺗﺼﻔﻴﺮ ﻣُﻨﻐَّﻢ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺘﻴﻪ ﺍﻟﻤﺬﻣﻮﻣﺘﻴﻦ .. ﻭﺍﻛﺘﺴﻰ ﻭﺟﻬﻪ ﺑﺤُﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ .. ﺛﻢ ﺗﺘﺎﺑﻌﺖ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ .. ﻭﺗﺨﺮﺝ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺍﻟﺒﺮﻕ .. ﻭﺻﺎﺭ ﺳُﻜَّﺮ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻦ ﻳﺘﺴﺮَّﺏ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺃﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﺍﻟﻐﺮﻳﺮ .. ﻭﺗﺼﺪﻳﻖ ﺍﻷﻛﺸﺎﻙ ﻣﺤﻀﺮﺍً ﻗﺒﻞ ﻃﻠﺒﻪ .. ﻭﻏﺎﺏ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﻭﺭﺍﺀ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﺍﻟﺠﺎﺋﺸﺔ .. ﻭﺑﺴﺮﻋﺔ ﺍﻟﺒﺮﻕ ﺗﺤﻮَّﻝ ﻣﻦ ﺟﻠﻤﻮﺩ ﺻﺨﺮ ﺇﻟﻰ ﻧﺴﻤﺔ ﺭﻗﺮﺍﻗﺔ، ﺍﻧﻬﺎﺭﺕ ﺣﺼﻮﻧﻪ ﻛﺒﻴﻮﺕ ﻣﻦ ﺭﻣﺎﻝ ..
‏) ﺟـ ‏(
ﻭﺷﻬﺪﺕ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺮﻑ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ، ﺍﻧﺤﺪﺍﺭﺍً ﻓﻲ ﻗﻴﻤﻪ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻻ ﻳُﻄﺎﻕ ﻟﺪﻯ ﺯﻣﻼﺋﻪ ﻭﻛﺒﺎﺭ ﻣﺴﺆﻭﻟﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺔ، ﻭﺻﺎﺭ ﻛﺜﻴﺮ ﺍﻟﺘﻐﻴُّﺐ، ﻳﺘﺮﺍﻛﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺘﺒﻪ ﻭﺗﺰﺩﺣﻢ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ، ﻭﺻﺎﺭﺕ ﺍﻟﻤﻮﺍﻋﻴﺪ ﺗﺘﺮﻯ، ﻭﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻬﺎﻣﺴﺔ ﺗﻨﺘﺸﺮ، ﻭﺍﺟﺘﺎﺣﺘﻪ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺟﺎﻧﺐ ﺃﻧﻮﺍﺀ ﻭﻋﻮﺍﺻﻒ ﻟﻢ ﻳﺄﻟﻔﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ، ﻃﺮﻓﻪ ﺳﺎﻫﻢ ﻭﺧﻴﺎﻟﻪ ﺷﺎﺭﺩ ﻭﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ﻣُﺒﻬﻤﺔ ﺣﺘﻰ ﺃﻥ ‏» ﻛﻠﺘﻮﻡ ‏« ﺑﺎﺋﻌﺔ ﺍﻟﺸﺎﻱ ﻓﻲ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻤﺒﻨﻰ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻲ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ، ﻗﺎﻟﺖ ﻋﻨﻪ ﺑﻠﻜﻨﺔ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭﻳﺔ ﻗﺤﺔ ‏) ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﺷﻮﻃﻨﺖ ‏( ، ﻭﺑﺪﺍ ﻳﺘﺮﺍﺟﻊ ﺷﻴﺌﺎً ﻓﺸﻴﺌﺎً ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻧﻔﻮﺫﻩ، ﺍﺑﺘﻌﺪ ﻋﻦ ﺻﺪﺍﻗﺎﺗﻪ .. ﺛﻢ ﻣﺜﺎﻟﻴﺎﺗﻪ .. ﺛﻢ ﺃﺣﻼﻣﻪ ﺑﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ .. ﻭﺗﺮﻙ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﺮﺃﻩ ﻣﻦ ﺭﻭﺍﻳﺎﺕ ﻭﺑﻌﺾ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻭﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻷﺧﻼﻕ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﻴﻦ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ .. ﻭﺻﺎﺭ ﺧِﻠﺴﺔ ﻳﺸﺘﺮﻱ ﺃﺷﺮﻃﺔ ﻏﻨﺎﺋﻴﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﻭﻳﻬﺘﻢ ﺑﻤﺠﻼﺕ ﺍﻟﺸﺒﻜﺔ ﻭﺳﻤﺮ ﻭﺍﻟﻤﻮﻋﺪ ﻭﻣﺠﻼﺕ ﺍﻟﻤﻨﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ، ﻭﺗﺴﺮَّﺏ ﺇﻟﻰ ﺳﻤﻌﻪ ﻏﻨﺎﺀ ﻫﺎﺑﻂ ﺍﻧﺘﺸﺮ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ .. ﺛﻢ ﺻﺎﺭ ﻣﺘﻬﻨﺪﻣﺎً ﺭﺷﻴﻘﺎً ﻛﻌﺎﺭﺿﻲ ﺍﻷﺯﻳﺎﺀ .. ﻭﺷﻬﺪﺗﻪ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﺣﻔﻼﺕ ﺍﻷﻋﺮﺍﺱ ﻳﻘﻒ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﺛﻢ ﻳﻘﺘﺮﺏ ﺭﻭﻳﺪﺍً ﺭﻭﻳﺪﺍً ﺣﺘﻰ ﺗﻮﺳﻂ ﺍﻟﺪﺍﺭﺓ .. ﺛﻢ ﺿﺎﻉ ..
‏) ﺡ ‏(
ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺘﻪ ﺗﻠﻚ ﺍﺳﺘﻤﺮ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﻗﺼﻴﺮﺓ ﺟﺪﺍً ﺣﺘﻰ ﺍﺗﻬﻢ ﺑﺎﻟﻔﺴﺎﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻭﺍﻟﻤﺎﻟﻲ، ﻭﻛﻮﻧﺖ ﻟﻪ ﻟﺠﺎﻥ ﻟﻠﺘﺤﻘﻴﻖ، ﺛﻢ ﺗﻘﺮﺭ ﻧﻘﻠﻪ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﺇﻟﻰ ﺑﻠﺪﺓ ﻧﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﻗﺎﺻﻲ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ، ﻭﺳﺮﺕ ﺍﻟﺸﺎﺋﻌﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﺯﻣﻼﺋﻪ ﺣﻮﻟﻪ .. ﺑﺄﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺄﺗﻲ ﺧﻠﺴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﺃﻫﻤﻞ ﻋﻤﻠﻪ .. ﻭﻟﻢ ﻳﻠﺒﺚ ﺣﺘﻰ ﻓُﺼِﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ .. ﻭﺍﺧﺘﻔﺖ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺤﺴﻨﺎﺀ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺑﺤﺚ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﻟﻢ ﻳﺠﺪﻫﺎ، ﺭﺑﻤﺎ ﻭﺟﺪﺕ ﻫﻲ ﻏﻴﺮﻩ .. ﻭﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﻓﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﻥ .. ﻟﻢ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﻧﻘﺎﺀ ﻭﺻﻔﺎﺀ ﺳﻴﺮﺗﻪ ﺗﻠﻚ ﻭﻻ ﺑﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻪ ﻭﻫﻮ ﻣﺒﺘﺌﺲ ﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺨﺎﻃﺮ ..
ﻭﺑﻌﺪ ﻣُﻀﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎً .. ﻭﻗﺪ ﺧﻂَّ ﺍﻟﺸﻴﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﻔﺮﻗﻴﻪ، ﻫﺰﻝ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﻭﺧﺎﻧﻪ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻣﺘﻸ ﺑﺎﻟﺴﻘﺎﻡ ﻭﻭﻫﻦ ﺍﻟﻌﻈﻢ .. ﻭﺿﺎﻋﺖ ﺍﻵﻣﺎﻝ ﻭﺍﻷﺣﻼﻡ .. ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻈﻦ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﺼﻌﺪ ﺑﻤﺎ ﻳﺆﻣﻦ ﺇﻟﻰ ﻗﺮﻥ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﻋﻨﺎﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ .. ﻓﻌﺎﺩ ﺑﻪ ﺍﻟﻄﻴﻦ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻕ ﻣﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﻭﺍﻟﺤﻔﺮ .. ﻳﻤﺸﻲ ﻣُﻐﺒﺮ ﺍﻟﻘﺪﻣﻴﻦ ﻳﺒﻜﻲ ﻣﺠﺪﺍً ﻟﻢ ﻳﺼُﻨﻪ ﻛﺎﻷﻧﻘﻴﺎﺀ

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد